في آخر معرض كتاب عندنا في الجزائر، وجدت كاتبا عليه طوابير على مد البصر، وكتابه قد شاع وذاع صيته في كل المجموعات الجزائرية تقريبا والغريب.. عندما اطلعت الكتاب لم أجد انه يستحق ذلك الزخم الواسع عليه، سواء من ناحية محتواه أو ركاكه أسلوبه، و ربما هذا مادفع صفحات جزائرية عديدة لا علاقة لها بالكتب أساسا للنشر عما آل اليه الوضع، لن أسمي الكاتب ولا الكتاب ولكن هذا دفعني للتساؤل حقيقة عما إن كان هذا يعكس سطحية قارئ اليوم واهتماماته، أم مجرد تسويق جذاب وصل بالكتاب لهذه الشعبية ولقائمة الاكثر مبيعا؟
الكتب الأكثر مبيعا: انعكاس لاهتماماتنا أم لتسويق مميز؟
لكن هل التسويق هو الفاعل الأساسي أم أن القارئ أصبح ضحية سهلة له؟ وسائل التواصل الاجتماعي حولت الكتب إلى منتجات تسويقية أكثر من كونها تجارب معرفية. ومع ذلك، إذا كان لهذه النوعية من الكتب قراء يستمتعون بها، فربما يعكس هذا انحدارا كبيرا في الذوق العام لدى القراء اليوم..
سؤالك مهم جداً، وأرى أن التسويق له دور كبير في شهرة الكتاب، ولكن في الوقت نفسه، لا يمكن القول إن القارئ دائماً ضحية. ربما يقوم البعض بشراء الكتب بناءً على التسويق، لكن في النهاية، يعتمد ذلك على ذوق القارئ واهتماماته. وسائل التواصل الاجتماعي قد تحول الكتب إلى منتجات تسويقية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن القارئ قد فقد وعيه أو ذوقه. في النهاية، الأشخاص الذين يبحثون عن قيمة حقيقية سيجدون الكتب التي تتناسب مع معاييرهم. وكذلك، كما حدث مع كتاب (فرصة من ذهب) للبلوجر كنزي مدبولي، فقد تم تسويقه بشكل ضخم ليس بسبب قيمته المعرفية، ولكن لأن كنزي مدبولي هي شخصية مشهورة ولها جمهور واسع. في هذه الحالة، كان التسويق هو العامل الرئيسي في شهرة الكتاب، وليس محتواه. الكتاب اشتهر بفضل اسمها وشعبيتها، وليس بسبب كونه كتاباً مفيداً أو ذا قيمة حقيقية، لكن هذا لا يقلل من قيمة الكتاب نفسه. هذا يوضح لنا كيف يؤثر التسويق في اختيار الناس للكتب، وكيف يمكن أن يساهم في شهرتها رغم أن قيمتها الحقيقية قد تكون غير واضحة
التعليقات