الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .. "مقولة لعلي بن أبي طالب" ، استهل بها الدكتور أيمن العتوم روايته المعنونة بإسم تسعة عشر، و هي رواية جديدة سأبدأ بقرائتها قريباً، و كما هي عادتي قبل أن أبدأ بقراءة أي كتاب أن أطلع على موضوعه و قصته و المراجعات عليه، و ربما هذه أكثر مرة أفكر فيها قبل اقتناء كتاب، لأن المراجعات عليه بدت متباينة ما بين رأي يقول أنه أفضل كتاب قرأه في حياته، و رأي يقول بأنه ممل أو كئيب أو معقد .

قصة الرواية باختصار عن كاتب يموت و ينتقل للحياة البرزخية ليلتقي بأرواح المفكرين و السياسيين و الصحابة و غيرهم من الشخصيات التي تأثر بها في حياته، الكتاب يتناول العديد من المعلومات التاريخية و الثقافية و الجغرافية بطابع ديني بعض الشيء و أسلوب لغوي عظيم كما يقول أغلب قارئي الكتاب .

جذبتني المقولة التي ابتدأ فيها الدكتور أيمن كتابه و هي المقولة التي بدأت بها موضوعي هذا ، ففيها عمق يصعب تفسيره ، و لا شك في ذلك حيث أنها خرجت من فم صحابي حكيم كعلي بن ابي طالب، فكرت فيها مراراً .. يا ترى ماذا عنى بالضبط عند قول هذه المقولة؟ بعيداً عن الرواية التي تتسق أحداثها مع هذه المقولة و لكن تبقى رواية بأحداث من نسج مخيلة الكاتب .

هل نحن حقاً نيام في هذه الحياة .. نحلم كثيراً .. ثم إذا ما متنا بدت لنا حقيقتنا ؟

أم أن الموت في حد ذاته إذا ما زارنا و لست أقصد أنفسنا ، بل من نحب و من هم حولنا ، يفتح أعيننا على الكثير من الأمور في هذه الدنيا ؟ هل يمكن أن أفهمها بهذا الشكل ؟ 

أذكر قصة لأحدهم -غفر الله له- ، كانت حياته مليئة بالخلافات و القطيعة مع كل أفراد أسرته بما فيهم والديه و حتى أبناؤه، و عندما توفي، مات وحيداً في غرفته و لم ينتبه إليه أحد سوى بعد أن انتشرت رائحة جثته في الأرجاء و بدأت بإزعاج الجيران، وقتها شكّل هذا الموقف درساً لي، درس لم أنساه طيلة عمري، لقد لقنني موته حكمة ربما لم أكن لأتلقاها بأي شكل آخر .. لا أحد منّا يريد أن يفارق الحياة بهذا الشكل ، فأنا أريد على الأقل أن أُوَدّع بشكل يليق بي بعد موتي ، أن يلتف أهلي و أحبتي حولي ليودعوني ، أن يدعون لي كلما تذكروني ، ثم ما الذي استفاده من هذا العصيان الذي عاشه في هذه الدنيا بعد أن مات ؟ الوحدة و لا شيء آخر .

بالعودة إلى أحداث الرواية فلقد جذبتني فكرة حياة الأرواح ما بعد الموت .. و جذبتني أيضاً فكرة اللقاء بعظماء التاريخ و أناس لم نراهم في حياتنا سوى على أغلفة الكتب، ستكون لديك فرصة التعرف عليهم عن قرب، يا له من حدث !

يشير الكاتب أيضاً في روايته إلى أهمية الكتب .. فيقول أن البشر يموتون و لكن الكتب لا تموت، فتبقى كتبهم شاهدة عليهم و مخلدة لذكرهم بين الناس، و تبقى أسماؤهم حية و إن أضحواْ عظاماً .

حسناً سؤال هذا الموضوع هو .. إن كنت بطل هذه الرواية فبمن كنت ستتمنى أن تلتقي ؟

بالنسبة لي يوجد الكثير من الشخصيات التي أرجو اللقاء بها على رأسهم رسولنا الكريم محمد صلى عليه الله خاتم الأنبياء ، و آدم عليه السلام حيث بداية كل شيء ، و سيد الشعراء المتنبي ، و القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس ، و الفاروق عمر بن الخطاب .

و أريد أيضاً أن أسمع آرائكم حول مقولة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- . ومن هو الشخص الذي تتمنى مقابلته في الحياة البرزخية؟