ربما تناول الكثيرون كتاب (أغنى رجل في بابل) لجورج صامويل كلاسون، حيث ناقشوه من مناحي عدة، لكنني لن أناقش معكم اليوم إلا القانون الخامس من قوانين المال التي طرحها الكاتب، ربما لأنّ فيه ما أثار انتباهي، وأحب أن أستمع لآرائكم حول ذلك.

فوفق كلاسون فإن القانون الخامس للمال هو (يفرّ المال من الإنسان الذي يجبره على جني إيرادات مستحيلة أو غير ممكنة،  أو يتبع النصائح المغرية التي يقدمها له المحتالون والمخادعون أو يعتمد في استثماره على خبرته المعدومة ورغباته العاطفية).

بعيداً عن عدم اتفاقي على استخدام كلمة (يفرّ، ويجبّر) في كتاب هدفه تقديم النصائح والقواعد لتحسين الموارد المالية، حيث أجد الكلمتين بعيدتين تماماً عن إدارة الأموال والاستثمار في المشاريع، إلا أنني أتفق مع الكاتب بأنّ كثير من الاستثمارات قد ضاعت نتيجة وعود مغرية بالربح، سواء كان ذلك من قبل شركات احتيالية، أو نتيجة إعلانات تستخدمها شركات وهمية، أو أشخاص تنقصهم الخبرة الكافية ونقص المعرفة لتكون النتيجة في النهاية خسارة الأموال.

لكنني لم أفهم كيف يمكن للإنسان أن يُقدم على استثمار أمواله في مشاريع تكون إيراداتها مستحيلة أو غير ممكنة؟

فالطبيعة الإنسانية تبحث دوماً عن الأفكار التي تكون نتائجها بأضعف الحالات غير خاضعة للمجازفة، أو كما قال لاعب البوكر بوغي بيرسون (انتهز الفرص الآمنة حتى لو كان الربح منها قليل)، ورجال الأعمال بالذات لن يجازفوا بوضع استثماراتهم في مشاريع بيّنت دراسات الجدوى لها أنها مستحيلة الربح.

فلو جاء في القانون الخامس بأنّ المال يفرّ من الشخص الذي يسعى لجني أرباح محتملة، لرأيت الأمر مقبولاً، أما مستحيلة وغير ممكنة؟ كان ذلك صعب القبول لدي.

في ظلّ أحد الاقتباسات من الكتاب بأنّ: (الفرص الجيدة لا تأتي لأشخاص غير مستعدين لاستغلالها، وبأنّ القاعدة الأولى في استثمار المال هي حماية رأس المال)، كيف تفسرون عبارة (إيرادات مستحيلة أو غير ممكنة)؟