لطالما كانت حياة الناجحين محطّ اهتمام وبحث، فرواية تجاربهم بمثابة منحنا خلاصة سنين طويلة، لذلك قد تكون كتب السير الذاتية للناجحين من أكثر الكتب مبيعاً، كونهم من المؤثرين على تفكير وسلوك الآخرين.

من هذه الكتب، كتاب: ((رمز الاختصار)، الخروج عن النصّ لتحقيق المزيد والتقدم سريعاً واختصار طريقك الى النجاح)، لرائد الأعمال براين وونغ الكندي ذا الأصول الآسيوية، والذي نجح بجمع 24مليون دولار بعد أن قام بتأسيس شركة (كييب) وهو ما يزال في 19من العمر، حيث أصبحت شركته من أولى شركات الدعاية على الهواتف الذكية خلال أربعة أعوام فقط!!.

الكتاب يعجّ بالنصائح التي انتهجها وونغ، حيث سلّط الضوء على عالم ريادة الأعمال القائم على الأفكار المجنونة وغير التقليدية كوسيلة أسرع ليكون صاحب الفكرة مليونيراً بغض النظر عن عمره، دون أن يناقش الكتاب مخاطر القرارات السريعة، والعقبات المحتملة لذلك، فمن نصائح الكتاب:

  •  المشاريع يصيبها الفشل، لكن الأشخاص لا يفشلون. لكي أكون أكثر دقة، الأشخاص الناجحون لا يفشلون، حتى عندما لا تنجح مشروعاتهم.
  • غالباً ما تجد النجاح بعيداً عن منطقة راحتك، إذا لم يكن كذلك، كان سيزداد عدد الأشخاص الناجحين .
  • لا أريد أن يكون لدي أي شعور بالندم أبداً. لهذا أبذل أقصى جهدي في كل الأمور المهمة التي أقوم بها.

في كتاب (رمز الاختصار) يشرح وونغ المبادئ الحقيقية للنجاح، ولكن كما يراها هو، معتبراً النجاح فكرة يتم اقتناصها ليجني صاحبها الملايين ضمن مجموعة من المبادئ التي قام بها وونغ للحصول على ملايينه خلال فترة وجيزة.

ما لفت نظري هو رأي بعض النقّاد، بأنّ الكتاب ليس عميقاً من الناحية الفكرية، والنصائح الموجودة فيه ليست أكثر من تأملات نجدها في أيّ كتاب آخر -عدا كتب السير الذاتية-، وبأنّ أغلب الأفكار لم تتجاوز أفكار مراهق مدفوع بالحماس وبالتمّرد، وأنّ اختيار وونغ كنموذج مؤثر قد يكون ذا أبعاد لا تُحمد عقباها، خاصة وأنّ سيرته الأخلاقية لم تخلو مؤخراً من بعض التصرفات الطائشة غير المسئولة.

هذا الأمر، جعلني أستذكر المؤثرين في حياتنا، وما بحياتهم من هوّة واسعة بين ما يطلقونه من شعارات وبين واقع ما يطبقونه، وأثرهم على حياة الكثيرين، كالمراهقين أو الباحثين عن النجاح. لأتسائل:

هل حقاً يهتمّ الباحث عن النجاح في الاطلاع على التجارب العملية للمؤثرين؟

وباعتقادكم ما هو الأساس الذي يجذبنا لمتابعة مؤثّر بعينه دون غيره؟ 

بالنسبة لي قد يكون الفضول هو سبب اطلاعي على تلك التجارب ليس أكثر ولستُ ممن يتابعون مؤثراً بعينه دون غيره، لكنني واثقة بأنّ هنالك من لديه أسباب أخرى، فكيف ترون أنتم ذلك الأمر؟