مكتبتي المهملة (16) هل في رأيك إقحام "العامية" في السرد الروائي يضعف العمل الأدبي؟


التعليقات

مرحبا عفاف، شخصيا لا أحبذ توظيف اللهجات العامية في العمل الأدبي، ربما قد أستعين ببعض الأمثلة الشعبية و أوظفها باللهجة المستعملة بدون تحويلها للغة العربية، وهذا أمر محبوب عندي قد يستعمل مرتين أو ثلاث في الرواية، لكن أن تتم سرد الرواية كلها بالعامية لا، كوني قارئة فإن اختيارتي لرواية ما يرتبط بموضوعها أولا وبأسلوبها ولغة المكتوبة بها، مرة حملت رواية إلكترونيا لأن ملخصها قد أعجبني ولفت إنتباهي عنوانها، لكن منذ أن قرأت الصفحة الأولى تفاجئت باللهجة المصرية المستخدمة، أغلقت الكتاب ولم أقرأه بالرغم من موضوعها جيد، لذلك اللغة جد مهمة في الرواية وأُفضل أن أغوص في اللغة العربية الفصحى قد تكون في بعض المرات بمفاهيم صعبة على أن أختار رواية مكتوبة بلهجة عامية.

لكن برأيك لما يلجئ الروائي الي إستعمال العامية من الأساس؟

لكن برأيك لما يلجئ الروائي الي إستعمال العامية من الأساس؟

هناك عدة أسباب تؤدي إلى استخدام اللغة العامية بالأعمال الروائية، قد يعمل الكاتب على توظيفها بسبب حاجة العمل بشكل ضروري كأن تتحدث شخصية بمستوى ثقافي محدود أو كأن تكون أمية مثلًا فمن غير المعقول أن تتحدث الشخصية بلهجة غير العامية، وقد يحرص الكاتب على توظيفها لكي يستهدف جمهور القراء وخاصة مع تزايد أعداد المُهتمين بالروايات العامية مع انتشار الترويج عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

نعم يا عفاف، قد يكون هذا سببا كون الكاتب يلبي طلبات الجمهور ويريد أن يلفت إنتباه قراء رقعة معينة وفقط، لكن لا يمكن أن ننكر أن بهذه الطريقة قد ينفر القارئ العربي من قراءة روايته كون لا يحبذ قراءتها بهذه اللهجة ومهما كان موضوعها باهرا.

اشتقت لك كثيراً وهذا أولاً،

لا أحبذ على الاطلاق فجمال أي رواية يكمن في فصاحة كلماتها وعباراتها، أجمل ما يجذبني عند قراءة أي كتاب هو أن أكرر قراءة العبارة مرات ومرات حتى أغوص في عمقها من ذكائها وعمقها الأدبي وهذا ما نبحث عنه عند القراءة،

لكل مقام مقال، ليس بمسلسل ولا فيلم حتى أقرأ حوارات العم وبائع الفول يا صديقتي!!

الحمد لله بأحسن حال،

تماما كما ذكرت يا عفاف، الأمر مربك ومزعج ويفسد جمال الأدب، وأظن أن من يفعل هذا في رواياته يظن أنه يبدأ نوعا جديدا من الأدب العامي كما الأغاني الشعبية أو الشعر الحر مثلاً،،

ليس عليك أن تفكر هنا خارج الصندوق يا صديقي الكاتب..!

برأيي ضارا ولكن ربما في رأيهم هي مجرد حوارات قصيرة لا تشغل حيزا من الرواية ولكنها أقرب للقارئ،

أعتقد أن هذه وجهة نظرهم، ولا أعتقد بأن دور النشر ملتزمة جدا بقواعد الكتابة الأدبية فليست هناك تلك الجهات الرقابية وليس هناك من يشتكي من جودة نص وركاكاته، لعل ذلك بسبب قلة عدد القراء! لا أعلم!

أكثر ما يجذبني لأدب السجون الفلسطيني، لا الأدب في ذاته، بل كيفية التعبير وجمالية الفصاحة، من ناحية هناك مجموعات تنادي بمحاولة إحياء الفصحى وعدم جعلها تندثر، ويجب أن يكون الأديب شعلة لهذه النداءات، فنجد بعضهم سباقين لا ستعمال العامية وكأنه إعلان أن العامية قد تكون أهم ..

نعم، سمعت عن هذه المشكلة لدى الكتاب الجدد خاصة أهل الشام مع أنهم يمتلكون لغة فريدة ولسان جيد عربيا

لكن ما هي أسبابهم في ذلك؟ برأيك.

هل تظهر لك أسباب أخرى يوسف؟

الأسباب كثيرة في نظري

منها

ربما الفكرة ستصل بشكل أفضل لو تعامل أكثر بالعامية.

الإعلانات مثلا أو اختصارات الشركات كلها عامية لأن ذلك يساعدها على الوصول إلى عقول الناس والجمهور

هذه حالات استثنائية ربما تطلب الأمر ذلك.

لكن لدينا في مصر الكثير ممن يحافظون على العربية الفصيحة في الكتابة خصوصا

عنك أنت؟ إقحام "العامية" في السرد الروائي يضعف العمل الأدبي؟ وهل تعبر بذلك ضعفا من الكاتب نفسه؟ أم ترى أنها نمط جديد قد يتم تقبله؟

الكاتب يجد أن هذا يساعده في الوصول إلى جمهور أكبر ربما، لكن ليس ضعفاً للكاتب فهو في النهاية كاتب يمتلك حد أدنى من المعرفة اللغوية

لكن في رأي نعم، هو يضعف العمل الأدبي ولكن لا يؤثر على انتشاره أو نجاحه بشكل كبير أن كتب للعمل النجاح في الأصل

التبريرات كثيرة

منها ما ذكرت لكي بأنه يحتاج الوصول إلى جمهور أكثر بلغة سهلة

اعتقد اننى من الأشخاص الذين لا يحبون قراءة العاميه ف السرد الروائي .

قراءه الروايات باللغه العربيه الفصحى تجعلك تشعر بالثراء وحلاوة التذوق الادبي وجمال التلاعب اللفظى ، لتندهش بالقدرة العظيمه للكاتب حتى تتلامس كلماته مع روحك وقلبك

.اللغه العاميه تجعلك تفقد ذلك المذاق الخاص .

ولكن لا يمنع من أنها لطيفه ومحبيه لقلب الكثير

واظن هذا ايضا يعود لاختلاف الشخصيات فكل منا له طريقه خاصه فى تذوق القراءة والكتابة

وفقا لكتاب أ.د.السعيد محمد بدوي «مستويات العربية المعاصرة في مصر، بحث في علاقة اللغة بالحضارة»:

الواقع اللغوى في مصر لا يقوم على متضادين هما الفصحى في أقصى اليمين، ممثلة للصحة اللغوية المطلقة، ثم العامية في أقصى اليسار، ممثلة للخطأ المطلق؛ إنما هو واقع لغوى ثريّ ومعقد بقدر ثراء المجتمع المصرى وتعقيده. ويتفنن أستاذنا في كتابه، ليضع العربيّة في خمسة مستويات هرميّة.

وعليه، أحيانًا يلجأ الكاتب -خاصة في السيناريو- إلى أحد مستويات العربيّة؛ ليمنح القارئ معنًى مقاربا لمقصده. لذلك أرى أن من إبداعات الكاتب الروائي خاصةً، القدرة على التنقل بين مستويات اللغة العربيّة بسلاسة، حتى وإن كان ذلك داخل العمل الأدبي الواحد.

برأيي وجود اللغة العامية المصرية في الحوارات الروائية يقرب الحوار للقارئ ولا يضعف السرد، على الرغم من انني نفسي استخدام اللغة العربية الفصحى في كتاباتي، هذا لأن طبيعة كتابتي تختلف عن أحمد مراد فانا أفضل الكتابة الفلسفية.

ولكن سرد الأحداث على طريقة أحمد مراد وخصوصا في حبكة القتل كما في الفيل الازرق او تراب الماس فهي تتماشى تماما نع العامية المصرية والتي تعتبر مفهومة لكل اللهجات العربية.

من ناحية اخرى اظن بأن اهمالك لرواية صيد الغزلان جاء بسبب الرواية نفسها وليست اللغة فهي ليست أفضل أعمال أحمد مراد، إنما تراب الماس والفيل الازرق اقيم للقراءة.

لا يتم إهمال الفصحى ولكن الكتابة بالعامية هي لقرب المشهد للقارئ كما قلت، نتحدث في العادة بالعامية، لذلك سيكون من الغريب ان نتحدث بالفصحى في مشهد يدور بين صديقين.

كما قلت اسلوب كتاباتي مختلف اتعمق في الفلسفة ووصف المشاعر، وليس لدي حوارات كثيرة، اغلبها حوار مع النفس ولذلك لست بحاجة لاستخدام العامية، ولكن احمد مراد او غيره يستغلون الحوارات في المشاهد والاحداث بكثرة هنا تقع الحاجه للعامية.

اتفق معك تماما هناك رواية تسمى لعنة جورجيت أيضا تعاني من اقحام العامية حي ان نص الكلام و الحوار بالعربية و فجأة تجد ان الشخصيات بدأت تتحدث بالعامية وهذا مزعج حقا

اللغة العامية لا يوجد لها أي داعي حقا.

العامية أجدها مفيدة في الكوميديا و موسيقى الراب و أفلام الأكشن، لكن لا يجوز أن تكون في الروايات، أو أسوأ، المقالات و الكورسات و مقاطع اليوتيوب التعليمية.

"يسطا العلما لسا ملئووش تركيبة الدي ان إي للطائر ديه" ليست لغة للتعليم.

بالفعل

هي اقل روايات احمد مراد .. ارض الاله ..اكثرهم قوة واقلهم عامية الي حد ما واقل في قوة السرد ايضا.

يفسدها بالفعل..

انا لم ولن اضعه ابدا بكتاباتي..

ربما في قصة قصيرة او اثنين في بداياتي فعلتها ولكنها لن تتكرر.. العامية تبعد القراء العرب، والقراء المتميزون، وتستقطب شريحة معينة من الشباب..

توجد أحيانا ما يسمّى بمتطلبات روائية. أين تدرج العامية في بعض الحوارات فقط، لكن بالنسبة لكثير من الكتّاب المصريين، صاروا يفضلون الكتابة بالعامية بسبب ضعف المستوى في العربية الفصحى أو السهولة في التعبير بالعامية أكثر من الفصحى بحكم أنهم اعتادوا طول حياتهم على التعبير بهذه العامية. أو لسبب التفضيل لا أكثر.

عن نفسي لا أقرأ الكتب بالعامية.

أعجبني طرح هذه النقطة.

أم ان أصحاب العامية أنفسهم يعجبون بالأمر لنشر لهجتهم أكثر

الأمر ليس بهذه الطريقة، الكاتب يقوم بكتابة بعض الحوارات بين الأشخاص بالعامية لتلاءم بيئة مكان الرواية، إذا كانت أحداث الرواية في مصر، من الطبيعي أن تدور الأحداث بهذه اللهجة، هذا من وجهة نظري البسيطة، وليست خبرة أدبية كبيرة. الذي أعلمه أن الرواية يجب أن تتلاءم في الزمن والمكان ولغة الحوار. إذا كانت رواية مثلًا عن عصر المصريين القدماء ستضيف لمسة اللغة الهيروغليفية بين سطور الرواية روح للرواية.

هي مجرد ملائمة لجو الرواية ليس ضعف من الكاتب "فالكثير أعجبوا بها"، ولا رغبة في نشر العامية، فهي مشهورة دون مساعدة.

هل ستفهم الهروغليفية إن تم تضمينها يا ياسين في الرواية؟

بالطبع لا لن أفهم الهيروغليفية، لكن سيتثير فضولي، الأمر مجرد رأي شخصي.

وأكثر الكتاب نشرا بالعامية، هم المصريون، استغلالا لمسألة أن اللهجة المصرية مفهومة للجميع، وهذا خطأ..

ممكن أن تكون مسألة أن الكاتب معتمد على نسبة أكبر من قرّاءه أنهم من أهل البلد، أينعم هذا خاطئ، وتفكير ضيق الأفق، لكن لا نتهمه بأنه ضعيف، أو أنه يرغب في نشر العامية. فكما ذكرت وبالأخص أحمد مراد فكتاباته أغلبها جيدة، وقد تحولت منها "الفيل الأزرق" إلى فيلم، وحقق نجاحات باهرة. أنصح بقراءة الرواية أو مشاهدة الفيلم بجزئيه، فهو رائع من وجهة نظري.

وهذا ما فصّلنا فيه في مقالنا "عفن نشر الكتاب في العالم العربي"

بالنسبة لعصير الكتب وكيان هما دور نشر منفوخة. عصير الكتب جيّدة في تسويق كتبها حتى ولو كانت ركيكة (في نظري) مثلها مثل دار الجزائر تقرأ التي تنشر روايات ركيكة لكن التسويق الجيد لها جعلها من أقوى دور النشر في الجزائر. ونفس الشيء لكيان، فكلها على بعضها تنشر روايات رعب من الدرجة الثالثة وتنفخ في روايات أخرى وتعتبرها أيقونة الزمان ولن أسمي الأشياء هنا.

أما بالنسبة لأحمد مراد، فقد قرأت له سابقا أرض الإله وأعجبت بأسلوبه، أما موسمصيد الغزلان، فقد أحضرها وكأنها من ويكيبيديا، أين يجد القارئ نفسه في محيط من المعلومات لكن بدون حبكة روائية تذوب فيها هذه المعلومات ويسهل على القارئ بذلك استيعابها مثلما هو الحال في روايات دان بروان.

بالنسبة لذكرك سيدتي دار الشروق، فإننا لا يجب أن نحكم على الكتاب من خلال الدار التي نشر فيها، وكم من كتاب سيّء يخرج من دار عريقة (ونحن لا نشخصن)

في الواقع ربما عندما يكتب كتابا بالعامية , يكون للنص روحا أكثر من كونه بالعربية الفصحى أو بالعربية القديمة .

في حياتنا نحن لا نتحدث بالفصحى , هل سوف اتكلم كما هو مسطر بالكتب؟

ارجو ان لا تأخذي ما ساقوله بشكل شخصي لكن لو انك كنتي منذ البدء أعني منذ صغر سنك تقرأين الكتب بعاميتك لكنتي الان تستنكرين ان تكتب بالفصحى ولربما كنتي قد قلتي هل الكتابة بالفصحى يضعف العمل الأدبي؟

قد يكون هنالك سببين أن العامية لم ترق لك .

الاول انه الدارج ان تكون الكتابة بالفصحى .

الثاني ان ما قرأتيه لم يكن جيداً كفاية .

انا لست ضد العربية القديمة لكن فيما مضى كانوا يكتبون ويتحدثون ذات اللغة .

لماذا نرجع للوراء؟

على الاقل لو كنا نتحدث كما نكتب لما قلت شيئا من هذا

اما ان نكتب بطريقة ونتكلم بطريقة اخرى هنا الاشكال

الاولون قبلنا كانوا يتحدثون كما يكتبون لما لا نفعل مثلهم؟

في الواقع هل سنتحاور هكذا شفاهية ؟

هنالك ما يسمى بالمعيارية في اللهجات

اي ان يتم استخدمات المصطلحات المتعارف عليها عند الجميع

انا ارى ان هذا افضل من ان نتحدث عكس ما نكتب

هل الاولون كانوا هكذا؟

في رأيي إقحام العامية يعكس إما ضعف الكاتب لغوياً أو حبه الشديد للهجته فيحاول نشرها من خلال كتاباته، وفي كلتا الحالتين فهو لم يراعي حق الجمهور والقراء في الاطلاع على عمل مناسب للجميع ومفهوم للجميع.

لا علاقة بين العاميه والسرد فالعامية تخدم السرد حسب مقتضيات الحوار والاحداث والشخصيات الموجودة بالرواية ولكن تصنيفي تصنيف لرويات احمد مراد بشكل عام .

ارجو ان تتابعي قصصي القصير


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.7 ألف متابع