السبب في أنّ الكثير من حملات التسويق لا تنجح هو أنها تقدم رسائل معقدة للغاية، وهو ما لا يحبه المتلقون، ومن أجل تفادي هذا الموقف يجب على العلامات التجارية أن تجعل رسائلها أكثر بساطة ووضوح.

وبالحديث عن البساطة في الاتصال، ليس هناك أفضل من أسلوب السرد القصصي لعرض الرسائل الاتصالية بطريقة بسيطة، مفهومة، جذابة، مبهجة، تفاعلية.

ومن خلال قراءة معتبرة لمجموعة من المصادر التي تتحدث عن أهمية استخدام السرد القصصي في التسويق لاحظت أنّ أكثر ما تم الاتفاق عليه بين الكتاب في الموضوع هو أنه من أجل بناء قصة تسويقية ناجحة يجب على المختصين في التسويق أن يظهروا بوضوح من خلال هذا السرد قدرة المنتج أو الخدمة على حل مشكلة العميل وجعل نهاية قصته سعيدة، فكيف يمكن جعل نهاية القصص التسويقية سعيدة؟

بجعل البطل يحقق أحد الرغبات النفسية المركزية الثلاثة التي يشترك في الرغبة في تحقيقها جميع البشر. وتتمثل هذه الرغبات في الفوز بالسلطة أو أحد المواقف، الوصول إلى درجة الكمال بالاتحاد مع شخص أو شيء ما، تحقيق الذات.

في كتاب "بناء قصة العلامة التجارية" يقدم دونالد ميلر نصيحة أخرى للمسوقين حتى تحقق قصصهم هدفها النهائي، وتتمثل هذه النصيحة في جعل العملاء السابقين يحكون قصص الترويج من خلال مشاركة تجاربهم وشهاداتهم، وهي فكرة عظيمة حتى تجعل العلامات التجارية قصصها أكثر مصداقية. 

لكن الجزء الأصعب في اقتراح ميلر هذا هو كيفية اقناع هؤولاء العملاء بمشاركة قصص تحولهم بطريقة واضحة ومقنعة؟ 

يحمل الكاتب حلا لهذا التساؤل أيضا فيقترح أن يقود المكلفون بصنع القصة عملاءهم من خلال تزويدهم بأسئلة محددة، يساعد ربط اجاباتها معا على بناء قصة تسير وفق تدفق طبيعي يوضح تجربة تحول العميل، وتبحث الأسئلة التي تستخدم للحصول على شهادات العميل عن المشكلة التي كانت تواجهه قبل اكتشاف منتج العلامة التجارية، شعوره بالإحباط عندما حاول حل تلك المشكلة، الشيء المختلف بالنسبة لمنتج الشركة، اللحظة التي أدرك فيها أن منتج العلامة التجارية يعمل بالفعل على حل مشكلته، كيف تبدو الحياة الآن بعد أن تم حل مشكلته نهائيا؟

حتى بعد الحصول على هذه الأسئلة التي من شأنها المساعدة على بناء قصة واضحة وسلسلة عن تجربة العميل مع منتج العلامة التجارية مازلت أرى أنّ مهمة الحصول على شهادات العملاء نفسها هو تحدي صعب على العلامات التجارية.

في رأيكم كيف يمكن للشركات إقناع العملاء بمشاركة تجاربهم الايجابية مع منتجاتهم أو خدماتهم؟

هل توافق على أنّ أسلوب السرد القصصي هو الأفضل لبناء الرسائل التسويقية كما يشاع أم أنك تفضل أسلوبا آخر؟