القوة مثيرة! فالجميع يرغبون بامتلاك المقدرة علي تحويل قراراتهم إلي حقيقة واقعة، وعندما يفكرون : " ينبغي لهذا أن يحدث" يكونون قادرين بالفعل علي جعل هذا الشئ يحدث. وهي أمر خطير أيضا.

وهي أمر خطير علي نحو خاص عندما تكون بيد طفل في الرابعة من عمره.

يفتقر الأطفال في الرابعة من عمرهم إلي الخبرة في استخدام القوة بمسؤولية، حيث ليس لديهم أدنى فكرة عما يفعلونه بها أو كيف يتحكمون بها. ولكنهم يحبونها.

رداء الديناصور كان أعظم شئ حدث لي، في عيد الهالوين الماضي - والذي كان أول عيد هالوين أستطيع تذكره فعلا- ألبسني والدي رداء قلم تلوين عملاق وكانت التجربة برمتها غير مريحة لي حقا.

ولكن أن أكون ديناصورا بدا لي أمرا طبيعيا. وأعطاني شعورا بالقوة. أخذ الشعور يتعاظم ببطء منذ ارتديت الرداء في ذلك الصباح، وبينما كنت أقف هناك وسط الصف أحدق إلي البعيد في نشوة قوة خاملة، وصلت القوة أخيرا إلي مستوي حرج. كان علي أن أجد وسيلة ما لاستخدامها، أي وسيلة، وعلي الفور.

صرخ الأطفال الآخرون وهربوا، وطاردتني المعلمة وصرخت علي كي أتوقف. ولكني لم أستطع التوقف، لقد كنت قوة هائلة بلهاء أو كنت دمية متحركه بيد قوة أكبر مني بكثير، وفقدت السيطرة تماما علي جسدي. كل ما عرفته هو أن كونك ديناصورا يمنحك شعورا مختلفا جدا عن أن تكون إنسانا، وأني كنت أقوم لأشياء لم أحلم حتي بالقيام بها من قبل.

بالطبع كان لدي دائما القدرة علي القيام بهذه الأشياء - حتي كإنسان- ولكني لم أكن أعرف ذلك، لقد افترضت بأني غير قادر فقط، بينما كديناصور لم يكن لدي أي من تلك الافتراضات، الأمر الذي أشعرني بأني أستطيع أن أفعل ما أريد من دون الخوف من العواقب.

العواقب هي نفسها بالضبط التي كانت قبل أن أصبح ديناصورا . انا فقط تعاملت معها بشكل مختلف.

كان علي والدي أن يصطحباني من المدرسة في ظهيرة ذلك اليوم، وأوضحت المعلمة لا بد أن ذلك كله بسبب حلوى عيد ميلاد الهالوين " بعض الأطفال لا يتحملون السكر حقا" ثم أضافت: " إنه يحولهم إلي وحوش صغيره"

أفترض بأنه كان استنتاجا معقولا بما فيه الكفاية ولكنه لم يكن سوى إلهاء عن المشكلة الحقيقية.

الفكرة من كونك قوة لا يمكن إيقافها لا يعدو كونك تستطيع أن تستمتع حقا بتجربة اندماجك مع هذه القوة عندما يكون لديك شئ ما لتخبط نفسك به. كما أنك تحتاج لأن يكون هناك أشياء تحاول إيقافك لكي تشعر بمشاعر أفضل من جراء سرعتك وأنت تخترقها، وكلما كنت داخل رداء الديناصور كان هذا هو الشئ الوحيد الذي أرغب في القيام به.

أما حظر السكر فقد شكل مصدرا موائما للمقاومة؛ فطالما ليس من المفترض أن اتناول السكر كنت أشعر بالقوة عموما عندما أتناوله.

أنا متأكد أن الترابط بدأ يبدو قويا نوعا ما بعد فترة وجيزة، إذ كنت أجد طريقه لتأمين السكر لنفسي، ومن ثم - مأخوذا بالقوة للقيام بشئ لا يفترض أن أقوم به- كنت أنجرف إلي حالة الوحش المجنون، وبالنسبة لأي مراقب منطقي فإن ذلك سيبدو كما لو كنت حقا أبدي ردة فعل بسبب تناول السكر. احتار والدي بشدة عندما استمرت موجة الرعب حتي بعد إخلاء المنزل من السكر، كانوا متأكدين أنهم قد تخلصوا من كل السكر، فهل كان لدي مخبأ في مكان ما؟ هل كنت أتناول الحشرات أو ما شابه؟

لم يكونوا قد شكوا بالرداء بعد. لقد أمضيت أسابيع في ضبابية ناجمة عن هذه القوة المثُارة. غالبا ما كنت أجد نفسي داخل الرداء من دون أن أعي حتي أني ارتديته، قد أكون في لحظة ما أرسم لوحة بهدوء وفي اللحظة التي تليها أتعثر في طريقي إلي الخزانة حيث يوجد رداء الديناصور وأزج بنفسي داخله. بدأ ذلك يحدث رغما عني تقريبا.

بالتأكيد ربط والدي بين ما يحدث والأداء بشكل غير واعٍ قبل وقت طويل من إدراكهم لما يحدث حقا، وبعد أسابيع من الفوضى وفي كل مرة كان رداء الديناصور حاضرا، كان علي أن أتخيل أن مجرد رؤية الرداء أصبح محفزا لاستجابة خوف بافلوفية. ثم أخيرا أخذوا الرداء مني. لقد أغضبني رؤية كل ذلك الظلم، فقد كنت أصبحت معتمدا اعتمادا كليا علي الرداء، وما حدث أشعرني أني جُردتُ من جزء من إنسانيتي عنوة وبشكل خبيث. لعنت قواي البشرية عديمة القيمة والجدول في هذا الوضع، لو أمكنني فقط أن أرتدي الرداء، ولو لمرة واحدة فقط.

ولكن كان ذلك عيب الرداء الوحيد فهو لا يستطيع أن يحمي نفسه، كان علي أن أشاهد بعجز اختفاءه داخل كيس قمامة. ولم يكن هناك ما يمكنني فعله.

وهكذا انتهي عهد قوتي، وتعلمت ببطء أن أحيا كإنسان مرة أخرى.

بقلم: آلي