قبل فترة كنت أقرء أحد أكثر الكتب شهرة بين رواد الأعمال، وهو كتاب " ما أوصلك هنا لن يوصلك هناك" لصحابه مارشال غولدسميث.

ولقد لفتت انتباهي عبارة مدهشة تقول بأنّ نجاحاتنا السابقة غالبا ما تمنعنا من تحقيق المزيد من النجاح، لأن المهارات والمزاج والعادات التي تعلمناها ونحن نتسلق سلم الشركات (ما أوصلنا إلى هنا) ليست تلك التي تمكننا من أن نكون فعالين بمجرد وصولنا إلى القمة (تحقيق المزيد من النجاح). 

ويقصد غولدسميث صاحب الكتاب من خلال هذه الفكرة أن ما جعلك ناجحا في حالة معينة قد لا يكون مناسبا للتطبيق في حالة أخرى، وهذا صحيح إلى حد كبير، وكمثال على هذا نجد أن بعض المدراء أو المسؤولين أو حتى الموظفين الذين يغيرون شركاتهم لا يحققون في شركاتهم الجديدة نفس النجاح الذي قد حققوه في شركاتهم السابقة، وهناك مثال حي على هذا، رون جونسون نائب مدير المبيعات السابق لشركة أبل والذي لم ينجح في تحقيق نفس النجاح الذي حققه في آبل بعد انتقاله إلى شركة J.C Penney

ما يجعل النجاح السابق عائقا لنا عن المضي قدما في أعمالنا هو العيش في ما يسمى بوهم النجاح، والذي يعني المبالغة في تقدير الذات،المبالغة بالثقة في المهارات، تجاهل الأخطاء المرتكبة، التصديق بأن النجاحات السابقة هي مؤشر على نجاحات جديدة قادمة.

امتلاك مثل هذه المشاعر سيمنعنا من التغيير عندما يأتي الوقت المناسب، كما سيدفعنا إلى رفض جميع الأفكار الأخرى الداعية لذلك، بحجة أن أصحاب هذه الأفكار ليسوا مؤهلين لنصح أشخاص ناجحين مثلنا. 

هل سبق وشعرت بهذا النوع من الغرور بسبب نجاحك؟

ما هي الطريقة الصحيحة التي تجعلنا نحمي أنفسنا من الوقوع في وهم النجاح؟