من المؤكد أن الجميع يعرف كارل ماركس أو على الأقل قد سمع بإسمه من قبل، صاحب الأفكار الثورية ومؤسس الشيوعية. 

في أحد مؤلفاته الشهيرة "رأس المال" شرح كارل ماركس كيف تُوّلد الرأسمالية الفقر والضيق الاجتماعي،

هل تتذكرون فترة الحجر الصحي أثناء جائحة كورونا الأخيرة؟ في تلك الفترة خرجت مقالة تتحدث عن استغلال جيف بيزوس وشركته أمازون لموظفيه، الذي حدث هو أنّ موظفي بيزوس قد عملوا لشهور في ظروف عمل صعبة دون أن يتلقوا رواتبهم، في وقت كانت ثروته تزداد بفضل الجائحة وبفضل تعبهم ومخاطرتهم بحياتهم لإبقاء عمله قائما. هذا المثال هو أحد وجوه الرأسمالية التي انتقدها ماركس. قد تقولون لماذا لا يتركون عملهم وينتهي الأمر؟ 

يجيب ماركس في كتابه عن هذا التساؤل بأفكار مُستلهَمة من أفكار آدم سميث وديفيد ريكاردو، يقول بأنّ الكثير من العمال يبحثون عن العمل ونتيجة لضغط المنافسة الكبيرة بينهم يضطرون بالإكتفاء بأجور عند خط الفقر، لأنهم في النهاية لا يملكون سوى خيارين إثنين: القبول بالوظيفة براتب منخفض أو البطالة.

 السلعة تقاس بكمية العمل المطلوب لإنتاجها، ويُدفع راتب العمل مقابل هذا في شكل مرتب، وعندما ينتج العامل أكثر من قيمة الأجر المدفوع له لن تكون هناك تعويضات عن هذا الجهد لأن الربح الذي نتحدث عنه هو الكمية المضافة، والتي لن يعرف بها العامل على أي حال، تلك القيمة هي منفعة لصاحب العمل وحده، وهي المفهوم الذي يقوم عليه النظام الرأسمالي.

لكن في فكرة ماركس حول السلعة، هل السلعة حقا تقاس بكمية العمل المبذولة من قبل العمال؟ هناك قيمة آلات الإنتاج ومصاريف النقل والشحن والمواد الأساسية في صناعة المنتج. وكلها تشكل جزءا من قيمة السلعة. 

لكن هذا لا ينفي أن الشركات تستثمر في الآلات أكثر مما تستثمر في عُمالها، في أحد الإحصائيات التي قرأتها، وجدت أن أحد الشركات الميكانيكية لا تُشكل نسبة الأجور من تكلفة إنتاجها الإجمالية سوى 10% فقط.

 

ما رأيكم، كيف يقدم أصحاب العمل رواتب عادلة لموظفيهم؟ 

في حال أحس الموظف بأن صاحب العمل لا يقدم له أجرا عادلا، هل تدعم تركه للعمل حتى مع عدم تأكده من إيجاد عمل آخر؟