هناك اعتقاد بأن طريقة تفسير الناس لمصاعب حياتهم هو ما يحدد اتجاه طريقهم في الحياة، إذا كانت طريقة التفسير متشائمة فإن السواد سيغلب على تفكير الشخص، ما سيقوده في النهاية إلى الاكتئاب والاستسلام،أما إذا كانت طريقة التفسير إيجابية فإن الشخص لن ينكسر وسينهض متجاوزا كل عثراته بفضل تصميمه وشجاعته، وسيصل في النهاية إلى تحقيق الثروة والسعادة الشخصية والنجاح المهني والنجاح الاجتماعي.

يملك ديل كارنيجي طرحا مماثل عن قوة التفكير الإيجابي، قدمه في كتابه" كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"، وهو أحد أكثر كتب التنمية والأعمال مبيعا عبر التاريخ، يطرح من خلاله ديل مجموعة من المبادئ الكلاسيكية لتطوير الذكاء الاجتماعي لتحسين مختلف جوانب الحياة. مع العلم أن طرح ديل كارنيجي لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقه إلى الترويج لفكرة "قوة العقل" رواد مدرسة الفكر الجديد، وأشهرهم عالم النفس ويليام جيمس.

يقول كارنيجي في كتابه بأن أفعالنا تملي علينا أفكارنا، وأننا نستطيع تدريب أنفسنا على أن نكون سعداء وأذكياء ومنتجين من خلال التصرف كما لو كنا كذلك. يمكن اعتبار هذه الفكرة صحيحة إلى حد كبير بما أن بحوث علم النفس قد أثبتت أن التفكير الايجابي يأتي بثماره دائما.

في مجال الأعمال إذا عامل المديرون موظفيهم كما لو كانوا أكفاء، فإنهم سيصبحون أكفاء. وإذا عامل الموظفون مديريهم كما لو كانوا حكماء، فإنهم سيتوقفون عن التصرف مثل الطغاة. لأن كل ما يريده أي شخص حسب كارنيجي هو الحصول على التقدير. ويذهب ديل كارنيجي في هذه الفكرة إلى إعتبار اللطف في أماكن العمل على أنه مفتاح النجاح. وهي الفكرة التي كانت صحيحة بالفعل إلى وقت ما، وبالتحديد قبل أن تتغير طبيعة المجال وشكل العلاقات فيه بين الموظفين وصاحب العمل من عقد مقدس إلى عقد مؤقت، يدعم هذا الرأي تصريح نيلسون ليختنشتاين، مدير مركز دراسة العمل والديمقراطية في جامعة سانتا باربرا، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، حيث قال بأنه قبل خمسين عاما كانت كلية إدارة الأعمال تعلمك بأنك تريد قوة عاملة مخلصة وماهرة. أما اليوم فإن كليات إدارة الأعمال يخبرونك بأنك لا تريد قوة عاملة دائمة. وهذا يعتبر إجراء تشغيلي قياسي جديد لا يشابه الإجراءات السائدة وقت طرح كارنيجي أفكاره.

إلى أي درجة تؤمن بقوة التفكير الإيجابي في تحقيق النجاح؟

هل تعتقد بأن الشعور بالتقدير في أماكن العمل هو مفتاح النجاح؟

هل بناء علاقات جيدة مع المسؤولين في أماكن العمل مازال ضروري في ظل سياسات التغيير المستمر الذي تنتهجه أغلب الشركات في إطار سياسات التطوير التي تعتمدها؟