تدور الفكرة التي يطرحها الكاتب في كتابه على النقاش مع الطرف الآخر من منطق التعاطف والمحبة وليس أي شئء آخر، أن تضع نصب عينيك أثناء النقاشات، أنه لا مهزوم ولا منتصر، كلها مفردات ربما تعميك عن رؤية الصواب الذي يمتلكه الطرف الآخر، وربما رؤية عطب وقدح وجهة نظرك أحيانًا.

ربما لا تستطيع الحب أو التعاطف، لكنك تستطيع التفهم، إذ تتفهم أنه بالتأكيد هناك ما مر على هذا الشخص فوصل لوجهة النظر هذه، لأنك حينما لا تتفهم، فأنت تأخذ الشخص الآخر ما هو يعتبر هويته الشخصية كلها، ما يعرف، ما قرأ ما عاش، تنتزع منه ما هو محفور في عقله عن نفسه وعن الناس وعن المجتمع، قد يخيل إليك أنه يدعوك إلا عدم الاختلافات أو المساواة بالكلية مع الآخرين، لكنه لا يطلب هذا، جل ما يريده منك فقط أن تتفهم السياقات الطبيعية للأمور، وأن تحتم أن لكل فرد تجربته الشخصية والفكرية.

والأهم من هذا أنه يطرح فكرة لم احسم وجهة نظري منها للآن وهو الحديث عن الماضي، حيث يرى مارشيل أن الحديث عن الماشي يتجه بنا لنقاش أكثر عنفًا، بينما يجب أن نركز في نقاشتنا على الحاضر والمستقبل، حيث في وجهة نظره كلما تكلمنا عن الماضي كلما كنا مدافعين عن العنف أو حاملين له، إذ لا أحد يحب الملامة أو سرد أخطاء ماضيه.

على ماذا تركز أنت في نقاشك؟ وعلى أي زمن تركز؟ ماذي أم حاضر أم مستقبل؟