سأعترف لكُِ بشيءٍ يا عزيزَتي..

أنا كومةٌ من التعب المتظاهر بالقوة، أنا هشٌّ، هشٌّ للغاية، يمكنكِ سماعُ صوت قلبي وهو يتفتّت!

أنا لست يائسًا ولا حزين، لكنني متعبٌ، هل تفهمين؟

حسنًا، منذ أن رحلتِ عني كلماتكِ التي تقوّيني، تشدُّ بيدي، كلماتكِ التي كانت كتفًا أتكئ عليه وقلبًا آوي إليه بعد كل وجعٍ، خيبة، وحزنٌ صغير!

أنا أفتقدكٍ جدًا، أفتقدُ القوةَ التي كنتِ تمنحيني إيّاها، في الحقيقة أنا لم أتحرّك منذ ذاك الوقت، عبرت السنين من أمامي وبقيتُ واقفًا، عاجزًا، بشغفٍ ميّت

أنا منذ ذلكَ الحين في خرابٍ صغير، في فوّهةٍ سحيقة، في دمار!

لقد مرّت سنينٌ كثيرة، وشعرت كم أنا عاجز، شعرت بأنني الفراغُ الأبله، بأنني ثقبٌ لا يأوي إلى أحد و لا يستكين لأحد

أنا مليئٌ بالبكاء، و أودُّ لو أخبركِ بذلك، بأنني لستُ قويًا كما وعدتكِ، لستُ صلبًا كحجر، أنا منطفئٌ لِلغَاية، وممتلئٌ بالدمع حتى آخري لكنني لا أبكي، تخيّلي بأنني بتُّ غير قادرٍ على البكاء

أريدُ أن أخبركِ أن هذه الأيام لا تسير بالشكل المطلوب إنني معطوبٌ دونكِ، إن روحي قد نُخرت، أنت طيّبةٌ للغاية، لا أظنّكِ ستردّيني خائب، لكنني خائفٌ، كُتلةٌ من العجز، وأكوامٌ من التعب المرتصّة على هيئة بشر

صدّقيني، أنا لستُ بخيرٍ البتّة.