أذكر وأنا على مشارف الإلتحاق بالجامعة، وكنت وقتها عاشقا للكتب والروايات سألت نفسي، ما الذي يمنعني من تأليف مثل هذه الروايات، أمسكت بأحد المذكرات الخاصة بالكلية وبدأت أكتب على ظهرها أول سطور قصتي والتي فازت بالمركز الأول على مستوى الجمهورية للقصة القصيرة لاحقا!

الأمر كان أسهل مما توقعت في قصتي الأولى، ولكني مكثت لخمسة أعوام بعدها لا أستطيع أن أكتب سطرا واحدا!!

ظللت أبحث عن الأسباب، لماذا لا أستطيع التأليف، هل توقف الإبداع عندي عند هذا الحد؟

الملاحظ أنني في ذات الفترة كنت أجد فتورا في قدرتي على القراءة والمطالعة، ربما كان بسبب إنشغالي بمشكلتي مع الكتابة – لا أعلم – ولكن ما أذكره أنني ظللت لمدة كبيرة لا أقرأ ولا أكتب، فقط بضع محاولات فاشلة للتعبير عن خواطري ليس أكثر.

ربما هناك تدريبات محددة في كثير من المجالات الأدبية سمعت أحدهم يقول ذات مرة أنه إذا أردت أن تكون شاعرا، فعليك بحفظ ألف بيت من بحور مختلفة، ثم تنساها، وتبدأ في محاولة التأليف، ستكتشف أنك قد كونت أسلوبك الخاص!

في مجال الكتابة نصحنى أحد أساتذتي ذات مرة بأن أكتب بأسلوب المحاكاة في البداية، بمعنى أنه إذا أعجبتني رواية مثلا، أبدأ في محاكاتها بنفس الطريقة ولكن بفكرة مختلفة، أو أن أستخدم نفس الفكرة لكن أعيد صياغتها بأسلوب مختلف.

وربما مر على مسامعكم قبلا قصيدة "البرده"، والتي قام أحمد شوقي الشاعر المصري المعروف بمجاراتها وألف "نهج البرده".

هل يمكن أن تُخرج تلك الطريقة كاتبا مبدعا؟ وما هي أهم الأدوات التي يجب أن يمتلكها الكاتب ليصبح مبدعا وله بصمته الخاصة؟