وكالعادة انتهينا من رواية آنا كارنينا، للمؤلف الرائع ليون تولستوي

تباينت أراء النقاد حول الرواية، بين الرضا التام والرفض النسبي، فالبعض لامس فيها عصارة خبرة المؤلف، والبعض رأى أن الكاتب قد بالغ في توصيف المشاهد أو الأحداث الثانوية فطغت على الأحداث الرئيسية للرواية، وهذا بالفعل لامسته عند قرائتي لها.

استطاع تولستوي صناعة وتجسيد شخصية مثل آنا جسدتها السينما في 15 فيلم لمختلف الثقافات مع اختلاف نظرة كل مجتمع للخيانة الزوجية والتقسيم الطبقي الصارم، وجسدتها الفنانة المصرية فاتن حمامة في نهر الحب مع عمر الشريف.

جسدت الرواية الصراع الأقسى على الإطلاق وأصبحت آنا في خيار بين اثنين هما أغلى من تحب، الابن والحبيب، ورغم اعترافها أنهما أكثر اثنين أحبتهما في حياتها لكن كل شخص وجوده بحياتها يقتضي عدم وجود الآخر.

لكن بالأخير اختارت حبيبها واختارت أن تواجه المجتمع بكل صفعاته، اختارت أن تعيش الصراع ومقت الجميع لها، وبالنهاية بدأ حبيبها الشعور بأنها تتسبب في ضياع فرص كثيرة منه للترقي وأن علاقته بها أصبحت خانقة. وهنا لم يعد أمامها سوى الخيار الوحيد وهو الانتحار.

وعلى الرغم أن المحور الأساسي والفكرة التي أراد تجسيدها تولستوي هي الطبقية والصراع بين الطبقات في روسيا بهذا الوقت، لكن الخيانة الزوجية وعلاقة آنا بحبيبها قد طغت على الفكرة الأساسية حتى بالأفلام التي تم إنتاجها.

قرأت الرواية منذ 10 سنوات وأعدت قراءتها الشهر الماضي، أدركت أنه حتى بالقراءة كيف أن الشخص نفسه يختلف تقييمه للأحداث باختلاف الوقت وحسب النضج الفكري والمرحلة العمرية، فتقييمي للرواية اختلف تماما عن قبل، كما أني الآن لم أعد استمتع بقراءة الروايات كالسابق، فكيف كانت تجربتكم خاصةً أن أغلبنا قد قرائها قديما؟