كنت أمشي في غابة مظلمة كثيفة الحشيش وكثيرة الأشجار الطويلة الشاهقة، حتى اصطدمت بباب بيت يبدو من نوعية خشبه الذي تم تصنيعه في القطب الجنوبي أنه بيت بلا باب.

دخلت هذا البيت، فإذا بي أتعثر بصندوق ما، [طبعا لن أفتحه لأنه ليس ملكي].. أوقدت نارًا خارج البيت لأستكشف المكان، كانت الساعة في تلك اللحظات ربما 01.62 ليلًا.

حملت غضن شجرة معي لأستكشف البيت أكثر، فلمحت كثرة الغرف الموجودة في كل مكان، تتراوح مساحتها بين الواسعة والضيقة، لا يمكنك إحصاء تلك الغرف فكلما تقدمت في الرواق تكتشف غرفة جديدة! وكل غرفة طلائها برتقالي غريب!

وجدت قبوًا في الطابق التاسع والتسعين من البيت، صعدت إليه بحذر ولحسن حظي وجدت به غرفة واحدة ليس عليها طلاء برتقالي.

دخلتها فإذا بالغبار والصراصير ترحب بي بكل حفاوة، بحثت عن شخص فلم أجد أي أحد إلا قائمة ملصقة بالجدار مكتوب فيها أسماء خمسة رواد فضاء آخرهم إسمه لم يتوسخ بالغبار كأنه جديد في القائمة.

تفقدت المكان جيدا لكن لم أجد أحدًا، صوبت لهيب غصن الشجرة إلى الأرض ربما أجد شيئا ما، فإذا بآثار أحذية متجهة نحو وجهة لا أعرفها ولا يعرفها أحد إلا الصراصير..

لحسن حظي أنها لم تمحى بسبب مشيي فوقها، ماذا تتوقع سأفعله الآن؟ أتبعها؟ لا طبعا، فخ اتباع آثار الأقدام قديم جدا.

أرسلت صرصورا ليقوم بالمهمة بمقابل طبعا وهو يؤمن لي الوجهة وأنا أتبعه ببطئ شديد شديد، وصلنا إلى باب أبيض مكتوب عليه: سنتي! ولون الباب أبيض، من نوعية خشبه أظن أنه مصنع في أمريكا الشرقية.

دخلت الباب، فإذا بالجميع يحتفل هناك ويفضفض، المكان تدب فيه الحياة في كل ثناياه.

سألت أول شخص هناك وأظنني رأيت صورته في تلك قائمة رواد الفضاء.. قال لي باللهجة المغربية التي يقلدها الكاتب: رانا خلينا أشومبرا هاديك من عوام بزاف يا اعشيري، تفضل تفضل مرحبا بيك فالمملكة ديال سَنَتِي!

والترجمة غير متوفرة للأسف لأن المشرف على الترجمة في MBC 8 لا أعرف ما جرى له، المهم أن الترجمة غير متوفرة.

ثم سألت الثاني لكنه كان مهتما بسماع مقطوعة لبيتهوفن، ضربت على كتفه قليلا لكنه لم يستجب!

رجعت إلى تلك الغرفة بسرعة، وكتبت رسالة ألصقها بجانب قائمة رواد الفضاء، خفت عليها ربما يأكلها الصراصير فنشرتها لكم هنا..


القصة فضفضة عن أحوال البوفيش (الغرفة التي فيها غبار كثيف) وهجرة الفضفضة البوفيشية المعهودة إلى موقع يومي (سَنَتِي من الكلمة "سنة")

أظن أنه لا يوجد أحد مستيقظ حاليا إلا أنا، للأسف يومي علمكم ثقافة الدجاج والديكة :(