عندما لايكون الرجال رجالا.

إنها إفرازات الثقافة التي غزتنا، فكما يقولون دعه وشأنه فله رب يحاسبه، كذلك يقول كل واحد في نفسه، دعه هو وامرأته وشأنهم فلهم دولة تحاسبهم، وهو يعلم أنه لحين تحاسبه الدولة لربما زهقت روح أو بتر عضو أو تولدت عاهة مستدامة.

وهو يعلم أنه لن تتدخل الجهات المعنية إلا حين يرتفع التريندينغ للخبر على تويتر.

أنا لست فتاة، ولا أعرف هل سرد هذه القصة هنا نوع من البكاء أم ماذا... لكن على أي حال:

تخيلي فتًى يقف مع زملائه خارج قاعة ما، ثم فجأة تأتي عصبة من الرجال مفتولي العضلات (تسعة رجال لأكون دقيقاً) و بسحبون هذا الفتى لداخل القاعة و يغلقونها على أنفسهم - أمام أعين الناس - ثم يبدأون مباراة مصارعة (1 ضد 9) . و الجميع متصلب كالأصنام لا يحركون ساكناً حتى يأتيهم صاحبهم خارجاً فيتلقونه مربتين على ظهره المُكَسّر قائلين بفزع: "إن شاء الله ما يكونوا ضربوك؟"

برأيك، هل يعبئ هؤلاء بأحد سوى أنفسهم، رجلاً كان أم امرأة؟!

سأتحدث عن نفسي هنا:

لا، لن ادخل في شجار لأجل احد في بلد انا فيها غريب، لان أقل مشكلة ستعرضني للطرد من البلد، الأمر بهذه البساطة، وهذا الطرد سيعني طردي من الحياة، لانني لا يمكن أن اعود او اذهب لأي مكان.

في حالة الأتراك، هم فقط شعب passive بشكل عام، وكذلك الأوروبيين والصينيين، اي انهم لا يهتمون كثيراً بما يحصل حولهم على عكس العرب الذين يهتمون بذلك زيادة.

العنصرية تجاه الافارقة كانت ومازالت وستبقى موجودة طالما هناك اشخاص اغبياء في هذا العالم، عليك الاعتياد على هذا.

بالنسبة لموضوع "الفهم الخاطئ للأفارقة" افهم الامر تماماً، السوريات يعانين من نفس المشكلة... لا أعلم ما الحل صراحة لكنها مشكلة مزعجة جدا

بالنسبة للتحرش فيمكنني القول أنه امر عام حتى هنا في مصر والسبب: عندما تقوم الأغلبية بهذا الفعل فالأغلبية لن تمنع غيرها من القيام به حتى لا يمنعهم احد عندما يقومون به -الا لو كنت انجلينا جولي-، والبعض الذين لا يتحرشون يعرفون الوضع العام وسيخجلون -او يخافون- من وقف المتحرش خوفاً من انه لن يساعدهم احد، ومن المعروف عن الناس أنهم يخافون من ان يقوموا بالحركة الاولى، فيتوقف الجميع منتظراً من يتدخل من المتفرجين ليدعموه.. من النهاية انهم من الشعوب التي تنتظر "الرجل الواحد" ليدعموه، ولكن لا ينظر أحد منهم الى نفسه على أنه الرجل الواحد على عكس الكبرياء العربي، وربما حدثت هذه المشكلة الثقافية في تركيا بسبب التصادم الثقافي لديهم، وهذا ان دل فهو يدل على انتصار الثقافة الغربية على الشرقية في تركيا في هذا الموضوع.

وأعتقد أن الأتراك مثل بعض الشعوب العربية لديهم هذه العنصرية للأفارقة والنظرة الخاطئة للأجانب، وهم أيضاً لديهم الفكر الشرقي حول أن المرأة ملك لزوجها يضربها كما يشاء ولكن ما زاد الطين بلة هو اللامبالاة -التي ذكرناها بالاعلى- الغربية التي دعمت هذه النظرة الشرقية مما حطّ من قيمة المرأة المتزوجة وخصوصاً من لا ترد على زوجها -اعرف ان النساء التركيات اقوياء نفسياً- فهم ينظرون لها على انها مرأة شرقية وما يتبع ذلك من الظن ان زوجها اشتراها، ام من تدافع عن نفسها ضد زوجها فهم ينظرون اليها على انها امرأة غربية متحررة ويجب دعمها، فهي ليست مثل المرأة الشرقية التي تقبل بهذا الذل -من وجهة نظرهم-.

وهذه النظرة للمرأة الشرقية نابعة من وسواس "الرجل الواحد" فهم ينتظرون ان تدافع هذه المرأة عن نفسها ليساندوها -لا أن يدافعوا عنها-، الا لو استخدمت المرأة أسلحتها السرية في التغلب على ثقافة الرجل بجذب عاطفته ومشاعرهاو غير ذلك.