(من أحاديث منتصف الليل التي لن أستوعب ماذا كتبت بها في الصباح)

لي صديقة وهبها الله الكثير من الفصاحة وقدرة في الإقناع وغسل الأدمغة والنقاش - بحجة أو بدون حجة(وهذا أيضا قد يكون حجة) - وأنا في الحقيقة أود الإشادة بموهبتها وتفصيل مراحل تغلغلها في قبول الإنسان للمعلومة.

مثلا في موضوع قراءة الفنجان .. كانت تحاول اقناعي أن الموضوع ليس تراهات بالشكل التالي :

(1- البدأ من أساس مشترك إلى حد ما و-قد تبدأ في مناسبات أخرى من شيء غريب لجذب الانتباه- )

هؤلاء الذين يقرأون القهوة يكون لديهم تواصلات مع الجن والقرين.. الآن أنتي كقارئة فنجان عندما تقلبين الفنجان لتقرأيه يقوم الجان بالتلاعب بخطوط القهوة لتقوم باظهار الدلالات, وعلى فكرة القرائن يتواصلون مع بعضهم مثلا قرينك يعرف خبايا نفسك وقد يقوم بالتواصل مع قرين من أعجبتي به ويعرف خبايا نفسه ثم تجمع هذه المعلومات كدلالات في الفنجان .

وعلى فكرة مذكور في القرءان كل هذه الأشياء (2- ورقة القرآن) .. أجل أجل لم تذكر القهوة بنفسها ولكن كل هذه الامور التي تتدخل في علم الغيب من قراءة حظ وتنجيم وقراءة كف وقهوة ...

وخذي بالك أن قارئ الفنجان لايعرف سوا الماضي إذا بدأ بطرح المستقبل فاعرفي انه كذاب (3- إعادة التوازن بعد الكف العقلي السابق).

ولكنه قد يبني على ماضي مثلا حبيبك كذاب ! أكيد سيخونك ويلعب عليك هذه توقعها سهل!

(4-المنطقة):

سبحان الله سبحان الله -(5-تسبيح الله)- القهوة مادة خاصه مثلا أنتي لاتستطعين قراءة اللبن أو الكاكاو لأن كثافتهم ليست مثل كثافة القهوة فالقهوة كثافتها غير وموضوع أهلية القهوة لاظهار رموز لها علاقة موضوع علمي تماما على فكرة (6- ورقة العلم) ثم أنك عندما تقلبين الفنجان ...

-تقوم فلانة بمقاطعتها بمزحة فتغمض صديقتنا عينها باستياء وتلتف بوجهها الى جهتها مع وضع اصابعها على جبهتها لاستعادة صبرها على الجهلاء مع الرمش لعدة مرات مرسلة -تشميقة- في الهواء- (7- أنا أعرف عما أتحدث)

  • خلاص يافلانة اسكتي اسكتي بس!

ثم يعود الرأس ببطء مواجها المستمعين -الضحايا- وتفتح العينان -عاد التركيز-

فتكمل : المهم إن كان لدى قارئ الفنجان إبداع وخيال وقدرة على فهم هذه الرموز فسيتمكن من فك بعضها وبالتالي معرفة ماضي الإنسان .. ولكن هذه الرموز لايتمكن من فكها إلا الجان لأنهم هم أدرى بها .-شيطنة القهوة؟ وجعلها مادة ميتافيزيقية- (8- حشر عالم ماوراء الطبيعة)

وعلى فكرة أنا عمتي كانت تقرأ القهوة وكانت بارعة فيها (9-تجارب شخصية وأمثلة حية)

ولكن أنا من المستحيل أبدا أن أقوم بقراءة القهوة أو طلب قراءة فنجاني حرام ولاتقبل الصلاة أربعين يوما (8- اعطاء القائم بعملية الإقناع هالة من الفضيلة) .

صديقتنا كانت على مستوى عالِ من فن الإقناع بناء على الاستراتيجيات الاضافية التي تتبعها :

10-مع كل مداخلة تحشيرية في زاوية ليس فيها حل تنحت الزاوية قليلا لتتحول من زاوية حادة إلى منحنى يسمح لها بعمل مايشبه اليوتيرن نحو موضوع تملك نقاط جدلية فيه ..شيء مثل عمل زوم آوت ثم العودة بزوم إن الى نقطة قريبة ولكن ليست ذات النقطة حتى ليهيأ لسائل السؤال أنها أجابته فالسؤال يغوص في وسادة طرية من المفاهيم المتفق عليها أساسا مع رشة من فكرتها التي تريد إقناعك به وما ان تشعر بهزة رأس أو علامة قبول تقوم بغرس النقطة التالية وهذا مايقوم به الكثير في البرامج او اللقاءات السياسية .. الاتجاه المعاكس مثلا!

11 - التحدث بفصاحة لا تأتئات لا آهات استذكارية اضافة لفتح العينين ثقة والتشديد على الكلمات المهمة -كثافة القهوة مثلا- مع استعمال لغة الجسد لإثبات ثقتها في ماتقوله .

12- تحقير كل المداخلات التي لاترقى للنقاش بأسلوب العالم الصبور الراقي الخلوق التي فلتت منه كلمة .

أنا نسيت موضوع النقاش أصلا ونصف الكلام ضاع عندما غصت في عينيها السوداوتين المتسعتين من الاهتمام في ماتقول لأعبر منهما إلى روحها محاولة للفهم فقط .. قاطعتها وطلعت مني كلمة :

  • ماشاء الله لديك قدرة قوية على إقناع أي أحد بأي فكرة مهما كانت لاتصدق أوخرافية .

انتقادي لأفكارها انساب بسلاسة من تحت المديح ليخرج : "شكرا حبيبتي" منها .

وليست هذه الجلسة الوحيدة حاولت أقناعي قبلا بعلاقة الأبراج بشخصية المولود وكيف أن هناك موجات خاصة تنساب إلى الجنين المولود سبحان الله مجددا لا تتأثر الأم فقط الجنين هو من يتأثر .

وكان في هذا تفصيل عجيب ولكن القصة كانت قبل عام لذا لاتحضرني التفاصيل المبهرة ربما يجب أن افتح موضوع النقاش هذا مجددا بيننا لاسترجع وأحلل الأساليب المتبعه في الإقناع مجددا من هذا المنطلق.

صديقتي إنسانه لها ايجابيتها وسلبياتها ولكن أسلوبها الذي اتخذته كان مثالا واضحا ويمكن لقطه لما يقوم به الكثيرون وهو العبور بفكرة ما من ما لايمكن القبول به أصلا .. إلى مايمكن دسه تحت منطقة الممكن أو المعقول أو الـ -سأبحث- على الأقل .

ذكرتني بشخص مقرب منا جميعا يقوم بعمل شيء مشابه كسر المقاومة إذ يبدأ من شيء مألوف وقريب ومحبب للنفس وفي متناول الأيدي ثم يبدأ بالعمل على البرابوغندا التي تضمن أن يصب الكثير في مصلحة خطته أي فكرة عابرة قد تستعمل كمعول اضافي لكسر هذه المقاومة القوية .. صديقتنا لم تكسر المقاومة في هذه الجلسة مع استعمالها لمعاول عديدة لأننا شعرنا بالمحاولة المفضوحة (أستطيع القول أن عملية الزوم آوت ثم ببطأ زوم إن كانت اسرع من اللازم قليلا مافضحها) ولكن هذا الشخص الذي ليس سوا الشيطان نجح كثيرا في كسر مقاومات الكثير جزئيا أو كليا أو صنع شروخ أو مد معابر تسمح بكسر مقاومات من نواحي أخرى .

نعم استعماله لعملية تخفيف التركيز على الفكرة الغير مقبولة عبر النظر إلى مدى أكبر يشمل المقبول والجميل والمحبب وقليلا من اللا مقبول وحفرة ما نتعوذ منها دوما ولكن عموما لا يمكن أن نقع فيه أصلا -مفروض- !

ولكن بطأ وخفة الزوم إن يجعلنا بلطف نقترب من حواف الحفرة دون أن نلحظ أساسا!

ومن هنا تعلمت خدعة صغيرة لإصلاح نفسي بلا تعب كبير بما أن غرس الأمر موزع على الوقت أثناء الزوم إن : -

تغيير نفسي : أحيانا مهما كان الأمر ثقيلا علي .. أحاول أن أعرض نفسي له بشكل نسبي كي لا تتزايد المقاومة - أو يسوء النظر - مع تزايد الزوم آوت .. سواء من ناحية تعليمية -مشاهدة فيدوهات او القراءة في مجال ما- أو من ناحية دينية -الاستماع لمقطع 5 دقائق قبل النوم أحيانا- هذه الأخيرة تساعد كثيرا كثيرا في إعادة التوازن وتصحيح حجم الصورة فإذا اقتربت إلى ماهو خاطئ تكبر وتوضح واذا ابتعدت عن ماهو صحيح تصغر المسافة .

إضاقة إلى عدد 2 أو 3 من الأصدقاء الصالحين .. مع الزمن سترى ضغط الجماعة يؤثر عليك قليلا من كثرة مجالستك لهم .. ستخف بعض عاداتك السيئة على الأقل .

والأخرى في تغيير من أحب :

صديقتي تميل قليلا إلى الإيجابية الآن فأنا أنهاها عن الحديث بسلبية أمامي وهي فنانة في ذلك .. خف الموضوع لديها بشكل اسرع من لو كانت وحدها والحمد لله:)