العلاقة مع الله علاقة خاصه جدا ولكنني سأشارككم بهذه التجربة : العام الماضي حصلت مشكلة معي في الجامعة وتوقفت هذه المشكلة على قرار مسؤولة معروفة بشدتها, كان أمامي خيارين .. اما ان اقوم بتصرف محرم شرعا , أو أن استسلم واضيع زمنا من تعليمي .

ذهبت اليها أكثر من مرة ولكن قلبها لم يكن ليلين علي أبدا .. عموما ظللت في حيرة لاسبوعين وبقي القليل من الوقت فقالت لي صديقتي أن أقوم واصلي ركعتين لله لعل أمري يحل .. كانت ثلاث ركعات وترية لا أكثر ولا أقل لم أطل فيها حتى ولكنني دعوت الله من كل قلبي, سلمت وأنا اشعر ببرودة في صدري وكأنني شربت ماءا باردا .

في الصباح التالي لم أكن اعرف ما افعل ولم تكن لدي خطة ولكنني ذهبت الى مكتبها مرة أخرى مع صديقتي وما إن رأت وجهي تبسمت من فورها وقالت لي: تعالي ادخلي سوف أوقع لك فقط هذه المرة قومي بتعبئة هذه الورقة .

يقول ابن عيينه : لا تتركوا الدعاء ولا يمنعكم منه ماتعلمون من أنفسكم فقد استجاب الله تعالى لإبليس وهو شر الخلق " قال انظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين"

وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن همّ الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه.

لذلك ما أجمل أن تأخذ نفسك من زحام الحياة وجريها وتأوي إلى ركن شديد تصلح به شتات نفسك أو تتقوى روحك به على الأيام القادمة, أن تقف أمام الله معتذرا تآئبا , أو راجيا رحمة الله وسائلا من واسع فضله أن يغنيك عمن سواك , أو فقط مشتاقا شاكيا ناهلا من نفحات سلامه .

بصراحه أنا لا أصلي قيام الليل آخر مرة قمت بذلك كان في رمضان ولكن حضرني هذا الموقف فقلت أذكر نفسي واذكركم, لكل منا أمور عالقة في صدره لذلك : لاتترددوا في الوقوف بين يدي الله هذه الليلة ثلاث ركعات فقط ^^

من الجميل أيضا أن نذكر أحبتنا في الدعاء فدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب مستجاب .. والحب الصادق دعوة صادقة, اسأل الله أن يشد على أياديكم بعونه وينزل على قلوبكم سكينته .