بحكم أن التغيير والإصلاح هذه الأيام يمر بمرحلة سلحفائية لعينة فهذا يعني أننا نسلك طريقا عسيرا لا يناسبنا ولا يتوافق معنا
إذاً ماذا عن المستقبل؟
كيف نمسك بزمامه ونجعل لنا مكانا بين الأمم؟!
مع احترامي ولكن أعتقد أن هذه الفكرة سخيفة وغير ممكنة
فالمستقبل ليس سلعة مملوكة من طرف أحدهم بل هو قدر غير معلوم نسبة للتجاذبات والتغييرات والتطورات بمختلف أشكالها
فيمكنك التأثير على المستقبل والتغيير فيه لكن من طرفك لا من طرف المستقبل ككل من الزاوية الأفقية العليا
ولا يكن تفكيرك كبعض الخلايجة حيث يعتقدون أن بالإمكان شراء أي شيء بالمال وكأن كل تلك أشياء عادية بالمقدور الحصول عليها ببساطة ساذجة مقرفة
المستقبل مليء بالتعقيدات والتنوعات التي ستجعلك مهترئا إن بقيت تعتقد أن بالإمكان امتلاكه بينما أن تطورات الحاضر غير المسبوقة تجعلك مشتتا فما بالك بمستقبل شبه مجهول
لكن إن كان ولا بد ،وكان لديك إرادة قوية ومتحمسة فعليك بالتركيز على الأهم فالأهم
والتخطيط له بإتقان بالغ والاستحواذ على المصادر والمنابع الحالية والمستقبلية
وحسن اختيار الآراء والمعتقدات التي ربما ستتحول إلى عقائد للأمم مستقبلا أو ربما لا شيء وإنما تندمج مع نمط حياتهم أو أمر آخر
كذلك تحديد الانتشار والجمهور واللاعبين بمراتبهم وأصنافهم وبدائلهم وظروف كل حدث أو تطور ما منهم أو من ماله علاقة بالحدث وكذلك الحلفاء والأصدقاء والدعم المادي والفني والثقافي
كذلك يجب عدم التغاضي عن الخسائر والمشاكل القديمة والحالية والتفاوض بشأنها لتعديلها شيئا فشيئا لحلها حلا جوهريا
مع توظيف جميع الفرص والاحتمالات والآراء المناوئة في سبيل هدف ما ،والتغذي عليها وأكل كل المشكلات
كما يجب عليك أن تستعد لمعرفة كل شيء والإحاطة بكل التحركات وتسجيلها وجمعها واستباقها
وأعتقد أنه من غير الممكن فعل كل هذا بسهولة ، بل يجب التقدم في التطور الواقعي بذات الوقت الذي يتم بناء المستقبل فيه وعبر مؤسسات ضخمة وعملاقة تؤسس لمشاريع مستقبلية متنوعة مع الأخذ بالاعتبار بقية الأمور الأخرى التي لا حصر لها وإنما تظهر في حالة تقرير ما هو المصير والمسير ومحددات الاتجاه وإلى أين يقود بنا أي شيء !!
أخيرا اقرأ واسمع عن دراسات المستقبل فربما تجد فيها ما يعجبك .
التعليقات