هرمنا...

كلمةٌ سمعتها مرارًا على مدارِ السنواتِ القليلة الفائتة، محمولةً على سبيلِ المزاحِ، وأراها الآنَ في عيونِ وفِعَالِ مَنْ أعرفُ.

يكبرُ المرءُ فجأةً، ولا يُحس بخلاياه تنكمش وتضمَحِلُّ فتَتَمَوَّتْ إلا بعدَ حينٍ إذْ يبدو هزالُه وعجْزُه،

وكذا النفس؛ كم مِنْ نفسٍ ضاقَ عنها الفضا تتأرجحُ اﻵنَ في جيبِ وهمٍ صغيرٍ زائلٍ، وتتعلَّقُ بأهدابِ أسْمالِ ثوبِ حلمٍ ضئيلٍ،

على ذلك؛ فالنفسُ ذاتُها في الجّوْهَرِ لم تُنْزَع بذْرتُها أو تُبَدّل.

إنما علّها أَيِسَتْ مِنْ انْتَاشِهَا فغلَّفَهَا القُنوطُ والتَّعاجزُ بجليدٍ باهتِ اللونِ، إلى أجل غير مسمى و ((لكلِّ أجلٍ كتابٌ/ يمْحُو اللهُ ما يشاءُ ويُثْبِت... )).

سقى اللهُ الرَّوَابِيَ والبَوَادي

وقلبًا جفَّ مِنْ بُعْد المُرادِ

وساحاتٍ غَدَتْ قِيعَانَ مَوْتٍ

خَلَتْ فيها المَرَابِعُ والنوادي

وأيَّامًا نُقَلِّبُها سريعًا

وتَحْمِلُنا على طولِ السُّهَادِ

تَلَهَّبْنا، وكمْ يغري هطولٌ

ويُغْريهِ التَّمَادي في البِعَاد

علّنا لا نُمحى.