في غرفة مستطيلة من إحدى غرف منزلنا الصغير ، ووسط عتمة من السراب الغريب ، كانت البداية ، خيط رقيق من شعاع النور المسائي ينبثق من خلال النافذة كأنه ناموس من عالم النور جاء يخترق بحقيقته النورانية أشباحا سوداء من عالم الشياطين ، تسكن الظلام وتستقر في الزوايا المدلهمة والأركان المسودة ، تدق نواقيس طقوسها الشيطانية المستمدة من عالم الجحيم حيث عرش إبليس منصوب له ليلقي فوقه خطبته التي تكشف زيف آماله الموعودة ووعوده المغرورة ؛ لكنها خطبة صدق لو وجدت من يرخي لها آذانا سماعة في جنة الخداع!

يحجب عنك الصوت ؛ لأنك غارق إلى حد الشبع في بحر الحياة لا تدري أين تتجه؟ لا دليل عارف ، ولا صاحب مؤنس ، فقط موج يتخطفك من كل مكان ، من كل جزء وعضو ، تسمع أحيانا _ على غير عادتك_ نفحات من تلك الخطبة التي ستلقى في الجحيم ، آه من هذه النفحات اللفحات..! آه لو توصلت إليها قبل إلقائها عليك وأنت حاضر مستمع مطأطئ رأسك في خزي كبير ، تتمنى لو أنك ألقيت السمع قليلا وتوقفت عن لحظات غفلتك سويعة من الثواني تعمل فيها أجهزة تنصتك ، لو أنك فعلت لما كنت الآن فيما أنت فيه من اللفحات..!

يتبع....

أول فصل من روايتي التي أكتبها

أريد تقويمكم ، آرائكم