في فترة التعليم الإلكتروني، الفصل الدراسي الثاني ٢٠٢٠، كان واضحاً منذ بدايته وقبل اعتماده رفضُ العدد الأكبر من الطلاب له، وعبّر الكثير عن ذلك في منشوراتٍ غزت مجموعات الجامعة على فيس بوك. واتفق الغالبية على اعتماد منهج "راسب وناجح" إن كان ولا بد؛ نظراً لكون ذلك أخف وطأةً وأكثرَ عدلاً تحت هذه الظروف. لم تأخذ إدارة الجامعة آراء الطلاب بعين الاعتبار، بل واستمرّت في منظومتها الإلكترونية ورصدها غير العادل للعلامات. علماً بأن جُلّ جامعات الضفة اعتمدت قرار "راسب وناجح" ولم تجنِ عن ذلك أي مشاكل.

متحدثةً كإحدى طالبات الجامعة، دفعة ٢٠١٧ تخصص جرافيك ديزاين بكالوريوس - Graphic Design | Multimedia السنة الثالثة، عانيتُ ومعظم دفعتي من الضغط الشديد الذي وقع على عاتقنا فترة التعليم الإلكتروني، بسبب المساقات الصعبة التي وجب علينا استكمالها عن بعد، كان أهمها مساقَ الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، المساق الذي ادّخر منّا كلّ طاقتنا هذا الفصل. يعتمد المساق بشكلٍ أساسيّ على برنامج مؤلف من حزمة برمجية لإنشاء أشكال ثلاثية الأبعاد، يسمّى مايا ( Autodesk Maya ). وكنّا نتلقّى الشرح عن طريق فيديوهات سجّلها لنا المحاضر، حيث يصعب على الطالب استيعاب كلّ شيء يقال وراء الشاشة، يصعب عليه سؤال أو نقاش أو حوار المحاضر ويصعب على الآخر متابعته. فضلاً عن ذلك، قام المحاضر برصد أكثر من ٦٠ علامةَ صفرٍ بعد تقييمه لمشروعين ومنعَ الطلاب من مراجعته، باعتبار غشٍّ أنكره أصحابه. لابد أيضاً من تسليط الضوء على المشاكل التي عانى منها الطلاب بسبب الضرر الشديد الذي يؤثره برنامج المايا على أجهزتنا البسيطة، لم تستطع مثلاً أجهزة البعض على الاستمرار في العمل بعد البدء حتى بربع المشروع النهائي، غير المشاكل الفنية التي تحدث من البرنامج نفسه والتي تؤدي إلى فقدان كامل للمشروع لأسباب جهلناها، ولم نجد غير انفسنا دعماً وسنداً، ولولا صديقٌ لي لما تمكنت من تسليم المشروع أبداً.

لم يلتزم معظم المحاضرين بالمسؤوليات البسيطة التي وجب عليهم تحملها، وتماماً كما أصرّوا على استمرار التعليم عن بعد، تخلّفوا تماماً عن الرد على رسائل الطلاب، أو أهملوها. كان عليّ شخصياً إرسال الرسالة نفسها مرتين على الأقل حتى يرد عليّ المحاضر، وكثيراً ما كان يهملهم من الأساس. هذا فضلاً عن بعض المحاضرين الذين منعوا أصلاً التواصل معهم على الرسائل الخاصة، وحصروا الاستفسارات أو تسليم المشاريع في تعليقاتٍ تحت منشورٍ ما. في مساقٍ آخر، لم يسجل المحاضر أي محاضرةٍ أبداً، حدّد موعداً لتسليم المشروع النهائي من بداية الحجر، وقام بعدها بتوزيع مئة علامة على ثلاثة مشاريع، اثنين فعلياً، لأن أحدهم لا يساوي شيئاً من المشروعين الأُخريين، كما وطلب منّا تسليمه قبل أن تشرح كيفيته المعلمة المساعدة، بل وحسب عليه عشرون علامةً لم يُتساهل فيها.

لم نفهم كيف كانت توزّع علاماتنا، ولأي سبب، ولم تُرضِنا. لم تتمّ مناقشة أي مشروع سلمناه، لم يتم تصحيح أخطائنا ولا الثناءَ على محاولاتنا، لم تُراعى ظروفنا ولم يتمّ التخفيف عنا، نلنا من المحاضرين عتاباتٍ وتوبيخات شتّى. كُنا نُعامَلُ كآلات. لم أُحبّ أبداً جامعتي، ولا أشعر بالفخر عندما أذكُرُ أني أدرُسُ فيها، ولا أستطيع الانتظار حتى أتخرّج منها، وأكمل رسالتي الماجستير في جامعةٍ تحترم طلابها، وتدعمهم وتدعمُ إبداعهم.