يوري بيزمينوف عميل سابق لدى الإتحاد السوفيتي جزء من محاضرة له سنة 1983 بعنوان كيف تخرب الشعوب وتتحكم بها
أول انسان صاغ أساليب "التخريب" هو فيلسوف صيني.
بأسم (سون تزو) – SunTtu.
وقال بعد تأمل طويل أن تنفيذ سياسة الدولة عن طريق الحرب.
ان القتال في ارض المعركة هو أكثر النتائج عكسية وهمجية وغير فعالة.
تعلمون، أن الحرب هي أستمرارية لسياسة الدولة. إذا كنت تريد النجاح في تنفيذ سياسة الدولة الخاصة بك وبدأت القتال فهذا أغبى طريقة لفعلها.
أعلى فنون الحرب هو عـدم القتال على الإطـلاق.. بل هو تخريب أي شيئ ذو قيمة في دولة عـدوك. حتى يأتي الوقت الذي يكون فيه إدراك عدوك للحقائق مختل لدرجة أنه لايراك عدواً له، وأن نظامك وحضارتك وطموحاتك بنظر عدوك تكون بديـل... أن لم تكن مرغوبة، ستكون على الأقل عملية.
اللون الأحمر أفضل من "الموت".
(اللون الأحمر يعني الأتحاد السوفيتي )
وهذا هو الهدف النهائي، آخر مراحل التخريب. بعدها يمكنك أسقاط عدوك بسهولة دون الحاجة لأطلاق طلقة واحدة إذا كان التخريب ناجحاً. وهذا هو التخريب بكل بساطة.
التخريب هو ببساطة يتكون من اربع مراحل زمنية محكمة.
إذا بدأنا من هنا وذهبنا بهذا الشكل الزمني- هذه هي نقطة البداية.
أول مراحل التخريب هي عملية والتي تسمى ببساطة "إسقاط الأخلاق". المعنى واضح من نفسه.
تأخذ من 15 إلى 20 سنة لكي تدمر أخلاق مجتمع. لماذا 15 إلى عشرين سنة ؟ هذا هو الوقت الكافي لتعليم جيل واحد من الطلاب أو الأطفال. "جيل واحد" مرحلة حياة شخص، كائن إنساني، مكرسة للدراسة لتشكيل المنظور والأيدولوجية والشخصية.لا أقل ولا أكثر. في العادة تأخذ من 15- 20 عام.
على ماذا تشمُل... تشمُل على التأثير أو بطُرق مختلفة، التخلخُل، أساليب دعائية، اتصال مباشر... ( غير مهم بأي طريقة) سأشرحُها لكم لاحقاً. من مختلف المجالات التي يُصاغ بها الرآي العام... مثل الدين والنظام التعليمي والحياة الأجتماعية والإدارة ونظام تطبيق القانون. أحياناً عندما أشرح هذه الأساليب يسألونني الطلبة: " هل أنت متاكد أن هذه هي نتائج نفوذ الأتحاد السوفييتي؟" ليس من الضروري. أسلوب التخريب الذي اتحدث عنه هو شبيه لفن الدفاع عن النفس الياباني. أن كان أحد منكم على دراية عن هذا الأسلوب ربما ستتذكر انه إذا كان العدو أكبر وأثقل منك. فسيكون من المؤلم جداً مقاومة ضربته بشكل مباشر. إذا كان هناك شخص ثقيل يريد ضربك على وجهك فسيكون من السذاجة وغير مُجدي إيقاف ضربته. فن (سـودو) الياباني والصيني يخبرنا مايجب أن نفعل.
اولاً تجنب الضربة ثم امسك قبضته أو ساعده وأستمر في سحبه غلى أتجاه حركته حتى يصطدم عدوك بالجدار. ارأيتُم، مايحدُث هنا
البلد المستهدف يفعل شيئ خاطئ بشكل واضح... إذا كان مجتمع ديمقراطي حر هناك حركات مختلفة في المجتمع. ومن الواضح ان في كل مجتمع هناك عالم ضد هذا المجتمع... قد يكون مجرمين بُسطاء من هم في خلاف إيديلوجي مع سياسة الدولة او اعداء الضمير أو ببساطة شخصيات مضطربة نفسياً وتُعادي كل شيئ. أخيراً هناك مجموعات صغيرة من عملاء الدولة الأجنبية يشترون ثم يتم قلبهُم ثم تجنيدهُم. اللحظة التي يتم تحريك هذه الحركات في أتجاه واحد، هذا هو الوقت الذي تمسك بها هذه الحركة وجعلها تستمر حتى تجبر المجتمع بالكامل إلى الأنهيار وإلى أزمة. إذاً هذا هو بالضبط فن القتال.
نحن لانوقف العدو بل نسمح له ان يذهب. وأيضاً سنساعده للذهاب في الأتجاه الذي نريده أن يذهب اليه. هذه هي المجلات التي يُطبق فيها التخريب. ماذا يعني هذا بالتحديد... في حالة الدين مثلاً، دمره / السخرية علية/ أستبداله بمختلف الطوائف والعبادات والمُعتقدات التي تُلهم الناس. ما إذا كان الدين ساذج أو بدائي والخ... غير مهم حقاً... طالما أنهم في الأساس تقبلوا أن العقيدة الدينية تتأكل ببطئ وتأخذ بعيداً عن الهدف الأساسي للدين وهو أن تبقى الناس على أتصال بخالق آعلى، هذا يخدُم الغرض. ولذالك أستبدل المُنظمات الدينية المقبولة والمحترمة بمُنظمات وهمية. صرف أنتباه الشعب من الأيمان الحقيقي وجذبهم إلى أنواع الديانات المختلفة.
"التعليم" أصرف الناس عن تعلم شيئ بناء واقعي وفعال. بدل الرياضيات والفيزياء واللغات الأجنبية والكيمياء وعلمهم تاريخ حرب المدن والغذاء الوطني والأقتصاد المنزلي وحياتك الجنسية أي شيئ طالما يأخذهم بعيداً. "الحياة الأجتماعية" استبدل المُنشأت والمُنظمات التي أسستها التقاليد بمُنظمات وهمية. أنتزع المُبادرة من الشعب. أنزع منهم المسؤولية من الروابط التي اُسست على الوطنية بين الأفراد ومجموعة من الأفراد وفي المجتمع عامةً وأستبدله ببيروقراطية مُصطنعة تتحكم على أجسادهم. بدل حياة أجتماعية وصداقة بين الجيران أسس مؤسسات العمال الأجتماعية والتي تجعل الناس على راتب من ؟ المجتمع ؟ لا بل البيروقراطية. "هيكل السلطة" اوك، الهيئات الطبيعية للإدارة تكون في العادة مُنتخبة بواسطة الشعب بشكل عام أو يتم تعيينهم من قبل قائد مُنتخب من قبل المجتمع والتي يتم أستبدالهم بهيئات مُصطنعة. الهيئات البشرية والمجموعات البشرية الذين لم ينتخبهم أحد نهائياً وفي الحقيقة أغلب الناس لايُريدونهم ولكنهم موجودين.
مثال على هذه المجموعات: الأعلام من أنتخبهم ؟ كيف لهم ان يمتلكو قوةً كبيرة ؟ تقريباً قوة أحتكارية لعقلك. يمكنهم أغتصاب عقلك ولكن من انتخبهم ؟ كيف يمكنهم ؟؟ لديهم الجرأة ليُقررو ماهو الشيئ الحسن وماهو الشيئ السيئ لك الذي انتخبته بنفسك الرائيس وأدارتة من هم بحق الجحيم ؟ هيكل السلطة يتأكل ببطئ بواسطة الهيئات والمجموعات البشرية التي لاتملك المؤهلات ولا سُلطة الشعب لتُبقيهم في القوة ومع هذا يمتلكون السلطة. من وكالة أنباء (نوفوستي). حسناً عندما نصل إلى هذه المرحلة. الخطوة التالية إذاً "زعزعت الأستقرار" أيضاً هذه الكلمة تشرح وتتكلم عن نفسها ( DESTAB. لزعزعت جميع العلاقات وجميع المُؤسسات المقبولة. والمنظمات في دولة العدو. كيف تفعل ذالك ؟ لايجب عليك أن تُرسل كتيبة من عملاء (ك ج ب) لتفجير الجسور لا بل تجعلهم يفعلونها بأنفسهم. مع تقديم المٌحكم أو مُحلف وهو طرف ثالث يزن مطالب الطرفيين بموضوعية. هنا التطرف والعصبية... في مرحلة زعزعة الأستقرار لايمكننا التوصُل لأتفاق حتى بداخل العائلة. الزوج والزوجة لايُمكنهما معرفة ماهو الأفضل. الزوج يريد من أطفاله بأن يأكلوا على الطاولة بينما تُريد الزوجة من أطفالها يتجولوا في الغرفة فيُسقطون الأكل على الأرض. لايُمكنهما الأتفاق حتى يبدآن في الشجار. من المستحيل الوصول إلى إتفاق، إتفاق بناء بين الجيران. مرحلة زعزعت الأستقرار تؤدي مباشرة إلى مرحلة الأزمة. في حالة الدول النامية وهي المنطقة التي أعمل فيها... تبداء العملية عند الهيكل الشرعي للسلطة والبنية الأجتماعية تنهار... لايمكنها العمل بعد الأن. لذا بدلاً من ذالك لدينا هيئات أصطناعية يتم غرسها في المجتمع مثل لجان غير مُنتخبة. تتذكرون عندما كنت آتحدث عنهم... الأخصائيين الأجتماعيين والذين لم ينتخبهم الشعب. والأعلام الذين يُعينون آنفسهم حُكام على آرائكم. أو بعض المجموعات الغريبة الذين يدعون انهم يعلمون كيف يقودون المجتمع... وفي الحقيقة هم لايعرفون.
كل مايهتمون به هو أستغلال الأمـة وبيع أيدلوجيتهم المخترعة مزج بين الأيدلوجية والدين. هنا نرى أن كل الهيئات المصطنعة تستحوذ على السلطة وإذا مُنعت السلطة عنهم فسيأخُذونها في القوة.
على سبيل المثال حالة "أيران"، لدينا بشكل مفاجئ لجان للثورة. من وأي نوع من الثورة ؟ لم يكن هناك ثورة بعد ومع ذالك لديهم اللجان. أستحوذوا على سلطة الحكم واستحوذوا على سلطة التنفيذ واستحوذوا على سلطة التشريع واستحوذوا على سلطة القضاء، جميعها مجتمعة في شخص واحد وهو مطبوخ، طبخة فكرية غير ناضجة. يكون أحياناً مُتخرج من جامعة هارفارد أو جامعة بركلي. يعود إلى وطنه ويعتقد أنه يعرف كل الأجابات لكل المشاكل الأجتماعية والأقتصادية.
الأزمة هي عندما لايعمل المجتمع على نحو فعال. فينهار، وبوضوح هذا هو معني كلمة أزمة. يمكن إيقاف مرحلة تدمير الأخلاق هنا، استيراد وتصدير كلاهما. ويحتاج خطوة واحدة فعل شيئ واحد مهم جداً. أنت لاتحتاج لطرد كافة عملاء (ك ج ب) من العاصمة واشنطن. الأكثر صعوبة وفي نفس الوقت ابسط جواب. للتخريب أنك توقفه هنا وحتى قبلها بإرجاع المجتمع إلى الدين.
شيئ لايمكنك أن تلمسه ولايمكنك أكله أو أن تضعه على نفسك. لكنه يحكم المجتمع ويجعله يتحرك ويحافظ عليه.
إذاً الجواب على التخريب الأيديولوجي وبغرابة هو بسيط جداً.
إذاً الجواب على التخريب الأيديولوجي وبغرابة هو بسيط جداً. لاتحتاج للإطلاق النار على أحد ولا تحتاج أن توجه صورايخ على برشنق وصوراريخ كروز. على المقر الرئيسي لاندروبوف. ببساطة يجب أن تمتلك الأيمان وأن تمنع التخريب وبمعنى آخر أن لاتكون ضحية للتخريب. لاتُحاول أن تكون مثل الذي في قتال (السودو) أن تُحاول تحطيم عدوك ويمسك عدوك يدك. ولاتضرب هكذا بشكل مباشر بل أضرب بقوة روحك وتفوقك الأخلاقي. إذا لم تمتلك هذه القوة، فلقد حان الوقت لتطويرها. وهذا هو الجواب الوحيد.