إجابة Madelene Zarifa:

كان أبي مدمنًا على التدخين، كان Chain-smoker - بمعنى أنه كان يدخن عدة سيجارات تباعًا. عندما وجد سيجارة في غرفتي، سألني من أين أتيت بها، ولماذا لم أطلب منه سيجارة ببساطة.

أخبرته أن زميلي في الفصل تحصل على عدة سجائر، وكنا سنجربها جميعًا في الفصل، لولا أن الجرس دق، فقررنا أن نتناولها في المنزل.

لا أذكر نوعية سيجارتي، لكن أبي قال أن النوعية لا تهم. لكن نوعية سجائره كانت "Salems"، عرفت ذلك لأنني كنت أشتريها له يوميًا.

أخبرني أبي أن من يمرضون بسبب التدخين، يمرضون لأنهم لا يدخنون بشكل صحيح. قال لي: "لا تقلقي، أنا أعرف الطريقة الصحيحة، فأنا أدخن منذ أن كنتُ في الثانية عشر من عمري. سأعلمك."

كم كنتُ سعيدةً بأنه لن يخبر أمي، وقتها كانت تعمل سكرتيرة لدى منظمة تسمى "جمعية السرطان الأمريكية". لقد كانت ناجية من سرطان الرئة أيضًا. كم كانت تبغض المدخنين!

صعدتُ وأبي لسطح المبنى المكون من ستة طوابق. لم نُرِد أن تعلم أمي بالأمر إن رجعت مبكرةً من العمل.

كم شعرتُ حينها بالتحرر، بالرشد، بالسُمُو! سأتعلم التدخين من خبير. سأذهب للمدرسة غدًا وأُعلم كل الفتيات كيف يدخنون بالطريقة الصحيحة. قد آخذُ بعض السجائر من أبي كذلك، سأكون أسطورة في فصلي!

وصلنا إلى السطح، كان به حائط قصير عُلُوّه بمستوى صدر شخص راشد. اتكأَ كلانا على ذلك الحائط، ونظرنا إلى برونس. **

أخبرني أبي أن أُنصت جيدًا، وقال: "عندما تسحبين من الدخان، لا تنفثيه مباشرةً، ستختنقين بذلك. عليكِ أن تستنشقي بعمق، اسحبي ببطء واملئي رئتيك بالدخان. وأهم شيء: عليكِ ابتلاع الدخان الذي تستنشقينه، لا تدعيه يمر من خلال رئتيك، سيضر ذلك بصحتك".

شرح أبي الأمر عمليًا، لكنني لم أهتم، كنت أريد أن أفعلها وحسب. أشعل أبي سيجارة، شاهدني، وحثني على تدخينها...

انحنيت نحو الأرض، وأنا أعاني ألمًا مُفجعًا. رأسي، حلقي، عيناي ورئتاي. انتابتني نوبة حادة من السعال، الاختناق، البكاء وترجيت المساعدة. سعلتُ بلغمًا، مما هيجني لأتقيأ على الأرض، لم استطع الوقوف، لذا اضطررت للزحف بعيدًا عن قيئي. ثم بدأت معدتي تحاول التقيُؤ وهي خالية لفترة بدت لي وكأنها أبدية. حتى استطعت التقاط أنفاسي بين كل نوبة سعال والأخرى.

لقد كان أبي واقفًا يرقبني طول تلك المدة، لم يعرض علي المساعدة، لم يقدم لي المناديل ولم يواسِني.

لم أكن أعلم، هل خانني أبي؟ أم أنني قمتُ بالأمر بالطريقة الخاطئة؟

وعندما استطعت أن أتحدث، نظرتُ إلى أبي. عندها قال بهدوء: "هذا هو ما يفعله التدخين بكِ. ستكونين حمقاء إن دخنتي".

لم نصعد للسطح مراعاة لكره أمي للتدخين، وإنما لكيلا أتقيأ على أرضية شقتنا.

كانت تلك أول وآخر سحبة دخان في حياتي.

كنت غاضبة بشدة على أبي، لكنني ممتنة له الآن.

آمُل أن تساعدك هذه الإجابة.


** منطقة في شمالي شرق نيويورك.

https://www.quora.com/I-wan...