أفضل إجابة لـ Sean Kernan


"اضرب المتنمر في الوجه"

اعتَدتُ الضربَ المبرحَ من هذا الولد عندما كنتُ في الصف الخامس، كان ضخما جدا بالنسبة للأطفال في صفنا، في ساحة اللعب كان يأتي دائما ليقف أمامي بغضب شديد وبدون سبب، كان يضربني على المعدة، يخنقني، أو يرميني على الأرض... الأمر يعتمد على مزاجه، لم أكن من النوع العنيف، لذلك لم أقاتله ابدا.

ما زلت أتذكر كيف كنت أتلقى الضرب أمام الجميع، وأتعرض للكثير من الإحراج، لأنني كنت خائفا من القتال، حتى أنني كنت أتلقى الضرب أمامَ الفتاة التي كنت معجبا بها، ما يجعلُ الإحراجَ مضاعفا، ومجددا، لم أحِبّ القتال، خصوصا أنني كنت أصغر منه بكثير.

وفي محاولة جريئة، ذهبت وأخبرت أمي، حيث تمنيت أن تذهب وتخبر معلمتي، (تمنيت أن أخبر المعلمة بنفسي، لكنني لم أرد أن يتم تصنيفي على أنني الـ "الطفل الواشي")، ثم قالت: "دافع عن نفسك!، كن رجلا!، اضرب الأحمق في وجهه، لن يتعلم بطريقة أخرى!".

وقفت مكاني في صمت، متفاجئا، فلم يكن هذا الرد الذي كنت أتوقعه...

لم يكن لدي أي نية في تنفيذ نصيحة أمي، كرخصة مجانية للقتال أو ضرب أحدهم، تبا!، لم أكن متأكدا إذا كنت أمتلك في داخلي الجرأة للقيام بذلك.

وفي اليوم التالي، خلال الاستراحة، التقطت احدى كرات اللعب التي كانت تقفز في الأرجاء خارج ملعب كرة السلة، وبعيدا عن محط نظري، رأيت المتنمر الكبير يقوم بتعذيب أحد الأطفال الآخرين، كان ممسكا الطفل من شعره، وكان يقول له بعض الأشياء في اذنه، تهديدات... (أين كان مُعَلمونا؟، هل كانوا عميان تماما؟)

يستدير الآن، يرى أنني أملك الكرة المرغوبة، يبدأ بالمشي خلال صالة اللعب باتجاهي، يشير اليَ، ويصرخ: "هيه، أيها الغبي!".

أدركت أن الأمر كله قد يفشل، كررت ما قد أفعله في عقلي، لكنني كنت خائفا، قد تكون هذه مجرد حلقة أخرى من حلقات تبريح الضرب في فناء المدرسة، ولسوء الحظ أيضا، فإن الفتاة التي كنت معجبا بها، آنّي (Annie)، كانت واقفة بجانبي!، غافلة عن المُعَذب الذي على وشك الوصول.

يأتي الي، يَبْعُدُ وجهُه عن وجهي مسافة انشين، ويعيد: "هيه، أيها الغبي، هل سمعتني؟، لقد كنت أتحدث اليك".

تجمدت في مكاني، لم أكن متأكدا مما سأفعله.

يكرر، بنَفَسِهِ المندفع نحو وجهي: "أيها الغبي، لقد قلت... هل تسمعني؟"

أمسكني من شَعْرِي، تماما كما فعل مع الولد الآخر، باستثناء أنني قمت بالمقاومة، وكان الأمر غير واضح تماما بعد ذلك، بدأنا بالتصارع، أذرعنا تنطلق تجاه بعضنا ثم نسقط على الأرض، كان هو الأقوى والأضخم، لكنني كنت قد قررت، لن أدعه يصل للأعلى كي لا يخنقني أو يضربني، وفي حين كنا نتدحرج على الأرض، كانت آنّي (Annie) تصرخ وتقول: "توقف، دعه وحده!".

سارعنا للنهوض عن الأرض، واستطعت بطريقة ما كسرَ القيد، وبدون أي تفكير، لكمته على فمه بكل ما أوتيت من قوة.

توقف فجأة في صمت، مطلقا صراخا أنثويا، يركض بسرعة مبتعدا، والدموع تذرف من عينيه.

ما زلت أتذكر كيف استدرت، ورأيت آنّي (Annie) بيديها فوق فمها وهي تبتسم.

شعرت وكأنني الولد الأروع على الأرض!

بطريقة ما ظهر المعلمون فجأة، وأصبحت محط انتباه، لكن أفضل ما في الأمر أنه لم يقم بإزعاجي بعدها أبدا.

https://www.quora.com/What-...