قبل عدة سنوات، رأيت إحدى الشخصيات العربية في مقابلة لها في قناة تلفزيونية ترد على سؤال المذيع الذي يقول فيه: ما سبب طلاقك؟ فأجاباته قائلة: زواجي لم يفشل، ولكنه لم ينجح. استهزأ الناس بردها، واصفين ردها بأن لا معنى له، ولكني في تلك اللحظة، اكتسبت مبدأ جديدا في حياتي. فلسفة عميقة شعرت بها عندما رن ردها في مسمعي...

فلنأخذ جوابها مثالا، ونمعن النظر فيه بشكل أدق. أرادت القول بأنها هي وزوجها لم يكونا متفقين في كثير من الأشياء، اختلافٌ يتبعه اختلاف، ولَّدَ شرارةً بينهما، جعلهما مضطرين للانفصال، وإنهاء العلاقة. هل نسمي هذا فشلا؟ الفطن الذكي لا يسمي هذا فشلا، بل عدم نجاحٍ وتوافقٍ بينهما.

ليس الفشل في أن تغير مسلكك إذا وجدت أنك كنت تسلك طريقا خاطئا، بل الفشل هو إكمالك الطريق رغم معرفتك بذلك. وَجَدَت أن شريكها ليس مناسبا لها، فنحته جانبا عن طريقها، لتبني حياتها مع شخص غيره، يفهمها.

لديك امتحان، ذاكرته وبذلت جهدك، ورغم ذلك لم تنل علامة ترضي تعبك وجهدك! تتأفأف يائسا، سائلا نفسك: لِمَ لم أنجح، رغم كل ذلك الجهد! ناسيا مستنسيا بأن هذا ليس فشلا، بل عليك خوض المعركة من جديد، والعمل بخطة جديدة، وتغيير طريقتك في المذاكرة، ونمط حياتك. أنت فاشل إذا ما واجهت امتحانك المقبل، دون التعلم من أخطائك السابقة.

هكذا هي الحياة، إذا واجهت مشاكلك بنفس الأسلوب كل مرة، مكررا أخطائك السابقة، فسوف تقع في دوامة لا تحمد عقباها!