لِمَ/ هل عليك أن تُساعد شخصاً يُؤذي نفسه متعمداً؟

بالحالتين الأولى والثانية يعتمد ذلك على مدى معرفتي بالشخص وسأحاول أن أساعد قدر المستطاع، فقط في الحالة الثالثة لديّ استعداد أن أساعد ولربما أتدخّل بالقوة إن استطعت. الكثير من التقارير تُشير إلى ارتباط وثيق بين الإنتحار والإكتئاب المرضي بعدد كبير من الحالات (50% حسبما قرأت)، فالمُقدم على الإنتحار هُنا مريض عقله مشوّش لربما إن تحصّل على الدواء الصحيح تتغير حياته تماماً ولا يعود يفكّر بالإنتحار، فصحيح أن الحالتين الأولى والثانية عبارة عن إنتحار بطيء رُبّما، لكن من غير المُمكن أن أتدخل بتفاصيل حياة كل الأشخاص الذين أعرفهم وأناقشهم بمشاكلهم ليقلعوا عن التدخين أو الأكل بشراهة، لكن الحالة الثالثة هي خطوة واحدة بلا رجعة تستدعي التدخل برأيي.

هل تجد أن هذه الحالات مختلفة في جوهرها، و لماذا؟

أراها مختلفة إلى حدٍ ما، في الحالتين الأولى والثانية قد لا تكون أذية النفس عن تعمد فعلاً، يعني قد يكون الأذى تكلفة جانبية باهظة لإشباع رغبة الفرد.

فالمدخن يدخن ليصرف عن نفسه ضغوط الحياة آملاً أن تمر أفعاله دون عواقب. وكذلك المفرط في الأكل.

بينما في الحالة الأخيرة فلا سبيل لتفسير تصرفه سوى الأذية المعتمدة للنفس، وشخصياً إن قابلتُ شخصاً من هذه الحالة، فلن أكلف نفسي عناء تقديم المساعدة.( ما لم أكن أعرفه معرفة شخصية\يهمني أمره...)

أستغرب حينما أقرأ عن رجال الإطفاء الذين يحادثون المقدمين على الإنتحار بالقفز من أعلى المباني ويحاولون إثناءهم، لو كنت مدير الوحدة لانتظرته ليفعل ما يريد، فإن فعلها سأقاضي ذويه على تكاليف الفوضى التي سيخلفها وراءه. :|

لا أعلم لماذا، لكن لدي فكرة مسبقة عن الأشخاص الذين يُنقذون من الموت بعد شروعهم في الانتحار، وهو أنهم يخيب ظنهم ويتمنون لو لم يُنقذوا. أعلم أنها أبعد ما يكون عن المعقول لكن إن كان الشخص مصمماً فعلاً على الانتحار فهذا ما أتوقعه منه.

بالتأكيد سأساعد ما أمكن و السبب داخلي بحت, لو لم أساعد و مات هذا الشخص كمية الندم و تأنيب الضمير التي ستلحق بي ربما ستقتلني أنا أيضاً لذلك مساعدتي له هي في الواقع مساعدة لي أنا كشخص يريد أن ينام بعد 20 دقيقة من وضع رأسه على المخدة لا بعد ساعتين.

ان وددت المساعدة وهذا يعتمد على طبيعة العلاقة السائدة بيني و بين الشخص سألجأ الى توعيته واعطائه مسحة شاملة حول وضعه وتبعات أفعاله فقد يكون للجهل نصيب من أسباب تلك الأفعال كما سأوظف بعض المنطق والمهارات الاقناععية لدفعه للعزوف ومن ثم أخلي المسؤولية له, عدا هذا فلا أظنني سأتوسل اليه وأعامله كمركز الكون حتى لا يقضي نحبه.

منها الادمان ومنها الامراض النفسية وهذا لا يعتبر ايذاء للنفس بكامل القوى العقلية

نحتاج توعية ومصحات وحزم في مثل هذه الامور ولن يشعر اصحابها بالرضى إلا بعد مشاهدة النتائج والشفاء الكامل

_عندما تريد المعالجة عليك علاج المرض لا الأعراض_

جميعهم مرضى نفسيين لكن تعددت أوجه الأعراض ، إن أردت المساعدة حقا لأي من تلك الحالات فقط اصطحبه لأقرب طبيب نفسي جيد