العدمية غير الفعّالة أو السلبية: Passive Nihilism
العدمية الفعّالة: Active Nihilism
العدمية الفعالة و الغيرة البنائة و الكسل الذكي و الانانية المعتدلة هي افضل الصفات برأيي.
بالعديمة الفعالة انك تعرف ان كل شيء بدون معني، لذا لن تخاف المستقبل و لا تتحسر و تتمسك بالماضي و تستمتع بالحاضر لانه لن يتكرر
بالغيرة البنائية، تبني طموحك و تستمر في تحسين نفسك حتي تكون احسن ممن تغار منهم
و الكسل الذكي، حين انك تتعب 10 مرات اكثر ليوم حتي توفر جهد في المدى الطويل
بالنسبة للأنانية المعتدلة هي ان تضع نفسك اولان تأخذ الفرصة و تبني نفسك بدل من ان تضحي من اجل الكل.
سلمت يداك على هذا الكلام، أشعر بالنفور ممن يدعو لكبت الغيرة البنّائة أو الأنانية المعتدلة، فالبشر لا يتطورون إلّا عبر التنافس والتسابق فيما بينهم، وإن كان يبدو ذلك قاسياً.
أميل دائماً للعبثية وأعيش على أساسها، أجد أشياء بسيطة أو كبيرة تجعلني أستمر وتعطي معنىً لحياتي، مع علمي بنهاية المطاف أنها بلا قيمة ولا معنى لها مهما عَظُمَت أو صَغُرَت.
ربما سيعجبك هذا المقطع
اتسائل هل العدمية تتنافى مع بحث الإنسان عن المعنى؟
يعني عندما يخلق الإنسان معنًى من المعاناة أو البهجة أو الكفاح في شيء ما، ليعيش أو يتطور، لا يمكنه الايمان بالعدمية.. لأن خلق المعنى يقتضي الإيمان "بالله، بالقدر، بالطبيعة، الروح....إلخ" شيء غير مادي
بالعدميّة لا يوجد بحث عن معنى، فالعدميّة ببساطة هي أن كل هذا العالم بما فيه بلا معنى وعديم القيمة، وكون العالم بلا جوهر هو ما تتفق عليه الفلسفات الوجودية والعبثية والعدمية بشكل عام، فنحن مولودون في عالم خالٍ من أي معنى، ونحن من نعطيه قيمة أو معنى إن أردنا ذلك، فالوجود يسبق المعنى (Existence precedes essence)
يعني عندما يخلق الإنسان معنًى من المعاناة أو البهجة أو الكفاح في شيء ما، ليعيش أو يتطور، لا يمكنه الايمان بالعدمية..
لا يمكنه الإيمان بالعدمية غير الفعّالة إن صحّ القول، أمّا الفعّالة فلا تدعو للإستسلام بل تدعو للعيش وفقاً لقيم وأفكار جديدة بعد هدم تلك القيم والأفكار المتعلقة بوجود معنى للحياة أو كونها ذات قيمة حقيقية.
لأن خلق المعنى يقتضي الإيمان "بالله، بالقدر، بالطبيعة، الروح....إلخ" شيء غير مادي
لربما تقصدين أنه لن يكون معنىً مهم إن لم يتبع قوّة عليا، لكن وجود معنى للحياة غير متعلق بالضرورة بوجود الله، فالله يعطي معنىً كبيراً للحياة بل المعنى الأساسي لمن يؤمن به، لكن يمكن لمن لا يؤمن به أن يوجد الكثير من المعاني لحياته، سواءً عرف أن هذا المعنى ذات قيمة أو أنه بلا قيمة هو الآخر، لكنه بالنهاية يستطيع أن يوجد هو معنىً لنفسه.
أن هذا المعنى ذات قيمة أو أنه بلا قيمة هو الآخر،
لا يمكن للمعنى أن يكون بلا قيمة، هو معنى أي يمثل القيمة نفسها.. وقدرتك على ايجاد قيم تحتم عليك ايجاد معنى لشيء ما..
لكنه بالنهاية يستطيع أن يوجد هو معنىً لنفسه.
كيف يستطيع العدمييون اثبات وجودهم؟ كما قلت (فالوجود يسبق المعنى) لا يمكنك اثبات وجودك دون ايجاد معنى..
لا يمكن للمعنى أن يكون بلا قيمة، هو معنى أي يمثل القيمة نفسها.. وقدرتك على ايجاد قيم تحتم عليك ايجاد معنى لشيء ما..
كان من الأفضل أن أستخدم كلمة سبب بدلاً من معنى.
ليس الجميع يؤمنون بعدم قيمة كل معنى (سبب) يضعه الإنسان، لكن العبثيون والعدميون أكثر من يفعل ذلك، كما وضح كامو في مقاله أسطورة سيزيف، فنحن مثل سيزيف ندحرج الحجر إلى أعلى الجبل فيقع الحجر إلى الأسفل ومع ذلك نعود وندحرجه من جديد إلى الأعلى، ومع ذلك قال كامو أنه يجب أن نتخيل أن سيزيف سعيد، بمعنى أنه يجب أن نفكر بأن سيزيف يجد معنىً لحياته رغم بئسها، لكن هذا المعنى لا قيمة له إن فكرتي فيه فهو مجرد دحرجة للحجر على الجبل صعوداً، وكل واحد مننا يشبه سيزيف بإيجاد معاني تقنعنا بإستمرار دحرجة الحجر، وإن لم تؤمني بوجود معنى جوهري للكون، فلا يوجد ما يدفعك للتفكير بأن ذلك الذي يسعى دائماً لتجميع الثروات حياته لها معنى أكثر من سيزيف.
كيف يستطيع العدمييون اثبات وجودهم؟ كما قلت (فالوجود يسبق المعنى) لا يمكنك اثبات وجودك دون ايجاد معنى..
الوجود يسبق المعنى هي جملة وجودية شهيرة، يُقصد بها أنه لا معنى مُسبق/جوهري/أساسي فبالتالي نحن نوجد بدايةً ثم نحدد معنى حياتنا، وهل تقصدين بسؤالك كيف يستطيع العدميون إثبات معنى لوجودهم؟
كما وضح كامو في مقاله أسطورة سيزيف
احتاج للمطالعة حتى افهم الفكرة بشكل اعمق قليلا..
فليست جميع المواقف والمعاني التي نخلقها تكون بنفس الوزن أو الحدة، هناك اختلاف وتفاوت، لذلك هو ليس حجرًا واحد ندحرجه، بالنسبة لي
يُقصد بها أنه لا معنى مُسبق/جوهري/أساسي فبالتالي نحن نوجد بدايةً ثم نحدد معنى حياتنا،
نعم فهمتها لكنني لا استطيع الوصول إليها، لا يمكن اثبات انك موجود، حي، كيان إن لم تجد المعنى لنفسك، لوجودك..
مثلًا لا تستطيع القول: انا افكر إذًا انا موجود.. ف المعاني مغيبة!
كيف يمكنك اثبات انك موجود؟
جرّبي هذه المقاطع، كلها جميلة وتشرح الفكرة بوضوح ويمكنك وضع ترجمة عربية لها، الأول يظهر الإختلاف بفكرة معنى الحياة بين الإغريق والوجوديين، والثاني عن الوجودية بشكل عام، والثالث عن ألبير كامو وتوضيح أفكاره:
كيف يمكنك اثبات انك موجود؟
للحقيقة فكرة الوجوديين (المؤمنين والملحدين) هي أننا وُجدنا هكذا على الأرض بدون وجود معنى حقيقي، وهذا لا يخلّ بوجودنا وإنما يخلّ بأهمية وجودنا برأيي، فمن يقبل هذه الأفكار يبدأ يعرف أن كلّ ما نفعله غير مهم لكن الأمر بعدها يتفرّع لمن يودّ أن يحارب هذا ويجد معاني جميلة لهذه الفترة المؤقتة (الحياة) مثل كامو الذي وصف هذا الفعل بأنه عمل ثوري، فنحن ندرك عدم وجود أي معنى ومع ذلك نستمر بدفع الحجر إلى الأعلى، ولا أعتقد أن هذه المفاهيم تؤثّر على وجودنا، فنحن بكل الأحوال موجودون سواءً آمنّا بمعنى جوهري أم لا، وفكرة ديكارت أنه لم يكن قادراً على التأكد من حقيقة أي شيء، إلّا أنه متأكد من أنه يشكّ والشكّ فكرة والفكرة تستوجب وجود مفكر، لذا أنا أفكر فأنا موجود، فهو حتى شكّ بوجود جسده لكنه تأكد من وجوده ككيان مفكر على الأقل، ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الجميع موجود مهما اختلفت نظرتهم لمعاني الحياة.
ليست مشكلتي مع الوجودية، بل مع العدمية.
الوجودية قائمة على خلق المعنى في الأصل :
قد اتصالح مع العبثية -مع اني لا اعلم الكثير عنها- ولكن العدمية غير منطقية وتناقضها غير قابل للتفسير!
كيف تتسق مع الوجودية! الوجود عكس العدم..
يبدو الكتاب رائعاً، هل يوجد فرع لِ FedEx أو Aramex بالقرب منكم أم كيف سترسليه P: ؟ لا أريد أن أعذبك كثيراً، لكن لحظة أنت لم تسأليني عن العنوان بعد :O بكل الأحوال أرفقي معه القليل من الكوكيز، كوكيز وفلسفة هو كل ما يحتاجه الإنسان D:
أهم ما تلتقي به الفلسفات الوجودية هو إهمالها لفكرة وجود معنى جوهري للحياة، بعدها تتفرع بعدّة اتجاهات وحتى العدمية لها عدّة أنواع وأشهرها العدمية الوجودية، فحسب ما أعرف هم أكثر حدّةً من البقية بفكرة أن الإنسان أو البشرية جمعاء لا معنى لوجودهم وكلّنا ذاهبون للعدم، لكنهم أيضاً بالنهاية يدعون لإيجاد معنى طالما هم على قيد الحياة كالوجوديين.
المهم دعينا من هذا الكلام الفارغ ولنعود للموضوع الأساسي، متى ستصل الكوكيز؟
لا استطيع التصالح مع العدمية، المؤمنون بها صدقًا لن يبحثوا عن سبب للعيش، ستنتج لنا جوكر جديد لا غير:
عمر هذه الصورة اكثر من ثلاث سنوات =) -اقصد تلك التي في ردي السابق- والكتاب كان عنوانه foundation of education نسيت المؤلف، الدكتورة لم تكن متصالحه معه، فأرجعته لمخزن كتب الجامعة قبل الاوان من فرط اهتمامي ما شاء الله، واحتفظت ببعض الصور للمذاكرة قبل الدخول لقاعة الاختبار، وهي معي حتى الآن..
اظن انه هذا الكتاب شبيه له :
@what_the الكوكيز يرحمه الله برحمته =)
أتظن أنني سأرسله جاهز؟ سأرسل المكونات واصنعه بنفسك، إن ارسلته ستفقد رائحته الطازجة في الشحن..
افكر في اقتناء الكتاب، حالما اقتنيه سأرسل لك نسخة بإذن الله مع مكونات الكوكيز طبعًا
أكثر ما يعزّيني بالحياة هي الفلسفة العبثية أو الوجودية بشكل عام.
أنا أستطيع أن أستمتع بأبسط الأشياء، فقد يعطيني قراءة كتاب ما أو فقط الجلوس بهدوء تحت الشمس سعادة لا تتخيلها، فأنا لا أرى وجود أي معنى جوهري للحياة، وبالتالي كل شيء يسعدني ويدفعني للإستمرار يصبح ذلك أحد معاني الحياة بالنسبة لي، سواءً أكان ذلك عن طريق تقديم بحثاً علمياً ضخماً أو الجلوس بكسل أما التلفاز، مع علمي أنها هي بدورها بلا قيمة مهما كًبُرَت أو صًغُرَت.
هناك من ينسبها لديستفويسكي أيضا. لكنني أعتقد أن قائلها هو كامو كونه يذكر أشياء مشابهة في كتبه.
في النسخة الأصلية من أسطور سيزيف يقول كامو: Le sense de la vie est la plus pressante des questions
وأعتقد أن المترجم حولها إلى The literal meaning of life is what prevents you from killing yourself
هذه الجملة تُلخّص كل شيء حقّاً وأستعملها كثيراً بنقاشاتي، لكن أضطر للتكلم أكثر مع مؤيدي فكرة ال essence، لأن الغالبية تنفر من الجملة كون يقينهم يزداد بأن هذه فلسفة سخيفة تشاؤمية تدعو إلى الإنتحار :)
أتفق معك فالمسلمون المؤمنون مثلاً يربطون هدف حياتهم بالعبادة بمعناها الضيق و الواسع، رغم عدم تعرضها لوجود إله إلا أن التعارض موجود.
العبثية تفترض عدم وجود إله، العدمية كذلك إن لم أكن مخطئا.
الرواقية في ظني تتوافق أكثر مع المجتمعات المؤمنة، الطاوية كذلك.
كامو طالما اعتبر الإيمان بالله والأديان انتحارا فكريا "A philosophical suicide"، لكنه في نفس الوقت -في أسطورة سيزيف- لا ينفيه كليا-.
العبثية عند كامو هو الصراع بين البحث عن المعنى في الكون وعدم القدرة على إيجاده، لذلك يبدو لي أنك إن آمنت بالله أو الدين فقد وجدت معنى، وذلك يناقض العبثية.
بالنسبة للعدمية، العدمية، أو العدمية الميتافيزيقية، تجادل أن لا شيء موجود، حتى نحن، لذلك أنا متؤكد إلى حد ما بأنها ترفض وجود خالق.
هذا ما أعرفه، ليست لي معرفة كبيرة بالعدمية، أنصحك أن تبحث أكثر.
التعليقات