هل كنت لتترك والديك و هما بأمس الحاجة لديك لتتابع شغغك في الحياة، أو تكمل دراستك العليا في بلد آخر يبعد آلاف الكيلومترات عن موطنك الأصلي؟

هل كنت لتتخلى عن هذا إذا توفرت لك فرصة أم تبقى لرعاية أهلك؟

من هو الأناني في هذه المعادلة هنا؟ وهل من الممكن أن نخلق حل وسط يرضى جميع الأطراف؟


قبل عام طرحته هذا الموضوع بطريقة مشابهة جداً كأولى مواضيعي في حسوب، و رغم أنه لاقى تقييماً جيداً لم أحظ بردود مناسبة لغموض هذه المسألة في ذاك الوقت، و لذلك عدت لطرحها اليوم و لكن لدي هذه المرة وضوح أكبر حولها..

تطرح الفلسفة الحديثة ثلاثة نظريات حول التزام الأطفال تجاه أهلهم:

الأولى: الالتزام غير المشروط، حيث تقترح هذه الرؤية أنك ملزم تجاه والديك بغض النظر عن حسن معاملتهما لك، و تفترض أن عليك أن تكون عالأقل متواجداً حولهما في أي وقت.

الثانية: الالتزام المشروط، تقترح هذه الرؤية أن التزامك مقرون بمدى حُسن تعامل أهلك و إنفاقهم عليك، و كأن الأمر مجرد رد دين خلال نشأتك، فأذا كان والديك رائعين، عليك أن تدفع لهما الكثير سواء بالمال أم بالمساعدة في حين أن لو أنهما لم يكونا كذلك فأنت لست مُطالباً بشيء.

الثالثة: الرؤية الإنجليزية - الصداقة- هذه النظرة التي أتفق معها ألى حد كبير تفترض أنك ملزم برعاية أهلك ليس كرد دين ، فكما أن الأصدقاء لا يجب أن تقوم صداقتهم على حفظ التعاملات بين بعض لردها لاحقاً، كذلك الأبناء يجب أن يقوموا برعاية أهلهم ليس لأنهم مجبرون أو لانهم يريدون أن يُخلو ما عليهم من ديون، بل لانهم مدفوعون تجاه هذا بدافع الحُب فقط.

أعتقد أنني أتفق أكثر ما يكون مع النظرة الإنجليزية ، مع بقاء باب الاختيار بأن تتابع حياتك دون التزام مفتوحاً.

ما هي نظرتك الخاصة تجاه التزام الأبناء بأهلهم؟

ربما تتفق مع أحد هذه الرؤى ما هي و ما هي أسبابك؟ هل تجد أن هناك قصور في هذه النظريات؟

ما الذي يدفعك أو لا يدفعك للألتزام تجاه أهلك؟

ما هو دور الدين في توجيهك في طريقة تعاملك مع أهلك؟

و هل كنت لتُعطل حياتك لرعاية أهلك إن تطلب الأمر؟ هل سيختلف هذا حسب معاملتهم لك؟