هل الفلسفة هي مجرد أسئلة ؟


الفلسفة ليست مجرد أسئلة. الفلسفة تسعى إلى فهم الأساسيات العميقة وراء الأسئلة الكبرى التي تهمنا كبشر، وتثير التفكير لدينا، وتسعى للتفكير بشكل منهجي ونقدي حول هذه المواضيع دون الاكتفاء بالإجابات السطحية.

ليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل! " ولكن ما قاله المتنبي لا يرضي الفلاسفة بشكلٍّ عام،

على العكس حجة المتنبي هنا هي سؤال تمت الإجابة عليه بالقرآن ومعروف أن الليل منذ غروب الشمس حتى طلوع الفجر، فهذا فعليا لا يحتاج لدليل، وهذا يجعلني أقر أن الفلسفة مشروطة لدينا بالقرآن، فما أجاب عنه القرآن لا فلسفة فيه وإلا سيكون هناك تضارب

اتفق معك لكن من الأفضل فهم الأسئلة الفلسفية على أنها البحث عن حل “فلسفي” واضح لمشكلة “فلسفية” واضحة.

على العكس حجة المتنبي هنا هي سؤال تمت الإجابة عليه بالقرآن

لا اريد التدخل في امور الدين نحن لا نحل المشاكل، مع ذلك، من خلال اكتشاف حقائق جديدة أو تقديم معلومات دقيقة أو سد الثغرات في معرفتنا، نحلها من خلال فهم القضايا التي لا يبدو أنها منطقية حتى عندما تتوفر لدينا كل المعلومات

اتفق معك لكن من الأفضل فهم الأسئلة الفلسفية على أنها البحث عن حل “فلسفي” واضح لمشكلة “فلسفية” واضحة.

لو كانت المشكلة واضحة فلن تثير الفلسفة في شيء، فالأسئلة الفلسفية غالبا ما تنطوي على تفكير عميق حول مفاهيم معقدة وغير واضحة من الأساس، فإن حصرنا الفلسفة كبحث عن حلول نهائية واضحة سنكون قيدنا طبيعة الفلسفة التي تستمع بالتساؤلات والنقاشات المستمرة.

اريدك ان تعلم ان الفيلسوف الحقيقي، لا يبحث في كلِّ شيء، إلا بمقدار ما يكون هذا الكل ذا معنى وذا مغزى في التجربة الإنسانية. وهذا المسلك تم اتخاذه ابتداءً من "كانت" التي أحدث ثورةً تجديدية كبرى، بعد أن كانت من قبل تجنح إلى التأمل النظري في القضايا الميتافيزيقية والماورائيات، أما الآن فقد أصبحت تناضل من أجلِّ اللحاق بالعلم، ولم تعد مهمتها مجرد التأمل والمعرفة كما كان سائداً في "أثينا"، بل أيضاً خدمة الإنسان وحمله على تحسين وضعيته، وهذا بالضبط ما نادى به كارل ماركس حينما قال: "لم يعمل الفلاسفة إلى الآن إلا على الاهتمام بمحاولة تفسير العالم بطرق مختلفة، في حين أن المهم هو العمل على تغييره".

لم أجد بتعليقك إلا تأكيد على ما قلت، فهل صحيح أم قصدت شيئا آخر؟

على العكس حجة المتنبي هنا هي سؤال تمت الإجابة عليه بالقرآن ومعروف أن الليل منذ غروب الشمس حتى طلوع الفجر، فهذا فعليا لا يحتاج لدليل، وهذا يجعلني أقر أن الفلسفة مشروطة لدينا بالقرآن، فما أجاب عنه القرآن لا فلسفة فيه وإلا سيكون هناك تضارب

اسمحولي ان اقحم نفسي في هذا النقاش واتمنى ان يكون فيه اضافة ولو ضئيلة لصالح الموضوع بغض النظر عن مواقفنا الشخصية ....واسمحلي أن أجلب مطرقتي لندق بعض المسامير هنا:

أولا : كونك تربط الفلسفة بالقرآن هذا يعني أن مستوى فهمك للفكر مازال في مرحتلته الصبيانية كما يسميها اوغيست كونت بالمرحلة اللاهوتية، وهي مرحلة التفكير بأداوت الدين وليس بأدوات العلم والفلسفة .... ستنتظر مرحلين اخريتين للتمكن من الووصل الى التفكير بمستوى علمي فلسفي كما يسمه كونت بالمرحلة الوضعية .

ثانيا : القرآن يا أعزك الله ليس كتاب اجابات ولا كتاب فلسفة، فإن ادعيت أن القرآن أجباتات فأنت تضع نفسك في مأزق التبرير وتضعه في مأزق الصحة التي هو في غنى عنها أصلا، وان كنت تعتقد ان الفلسفة مشروطة بالقرآن لانه يقدم اجابات فهذه كارثة أعـــــــــــــــــــــــــظم من هذا كله، لأن الفلسفة بالاساس ليست مجالا للبحث عن اجابات، بل مجال لطرح الأسئلة بالدرجة الاولى ولا تُعنى أطلاقا بالبحث عن اجابات أو حمايتها.

ثالثا: اذا كانت الفلسفة في رأيك مشروطة بالقرآن ، والقرآن ايـــــــــــــــــــــــــــضا في رأيك لا فلسفة فيه، فأنت هنا اما أنك تلعب الغميضة مع المنطق أو أنك تقول بأن الفلسفة أصلا غير موجودة لا في الفرآن ولا في غيره، لذلك الرجال الثبات على طريقة مجاججة واحدة لنسلم معك ونتفق.

رابعا: القرآن نص تأويلي ديني بالدرجة الاولى، ليس نصا معرفيا ولا منهجا او علم أو فن ، بمعنى أن الفلسفة يمكنها أن تدرس القرآن كنص لتأويله ، على العكس من ذلك لا يمكن عرض القرآن كمنهج لدراسة الفلسفة .


فلسفة

مجتمع لمناقشة واستكشاف الأفكار الفلسفية. ناقش المفاهيم، النظريات، وأعمال الفلاسفة. شارك بأسئلتك، تحليلاتك، ونصائحك، وتواصل مع محبي الفلسفة لفهم أعمق للحياة والمعرفة.

7.7 ألف متابع