إن الفيلسوف ديكارت كان في الأساس عالمًا في الجبر والبصريات والرياضيات، ولكن ذاعت شهرته بسبب فلسفته التي مثلت أساسًا للعديد من الفلسفات الأخرى، إن اليقين واحد من أكثر المعضلات الفلسفية صعوبة، وهي تعتبر عقدة الفلسفة الأبدية، دعونا نلقي نظرة على الرؤية الديكارتية لليقين 

البداهة والاستنباط

الاستنباط

الوصول لليقين في العلوم والفيزياء يسهل الوصول إليه عبر حل المسائل الرياضية، أما فيما يتعلق بالميتافيزيقا، وخاصة إثبات وجود إله، فإننا لايمكننا بلوغ يقين تام عبر عملية استنباطية رياضية أو منطقية، وهذا يجعلنا نتجه للبداهة.

البداهة

يقول ديكارت: هي التصور الذي يتولد في نفس سليمة منتبهة

اليقين عند ديكارت

الفلسفة الديكارتية تقوم على التفكير الهندسي والرياضي، أي أنه لن يحكم على شيء بأنه على حق ما لم يعرفه يقينًا، فهو يتجنب إصدار حكم متهور إزاء قضية لا تتمثل أمام عقله في جلاء وتميز، حيث لا يكون هناك أي مجال للشك، أما فيما يرتبط بوجود الله، فهو يدع النفس السوية العارفة السليمة أن تدركه إدراكًا حقًا، إذ أن الدليل على وجوده أسمى من أن يكون دليلًا رياضيًا أو هندسيًا، ولكنه دليلًا روحيًا. 

يقوم ديكارت بتصفية كل الأمور، حيث يستبعد ما يحوم حوله شك، ويقف فقط عند شيء واحد لا يمكن أن يكون كذبًا، ألا وهو وجود الذات، أو أنه موجود، ثم يبدأ وهو يقول بأن معرفة الذات أسهل من معرفة المادة، وكذلك معرفة الفكر، فهي أوضح من معرفة الجسد، وبالتالي، فإن معرفة الله أسهل من معرفة المادة، لأن الله يشبه العقل من حيث أنه يفكر، ومن حيث أنه ليس له وجود مادي، غير أنه يختلف عن العقل البشري بكونه كامل ومتكامل، غير محدود، ولا يحتاج في وجوده إلى خالق آخر، ويسهل التيقن من وجوده عبر معرفة الذات، والنظر إلى تفكيرنا المحدود مقارنة بلا محدودية الفكر الإلهي وفعله في الطبيعة. 

فهل أنت مقتنع بطريقة اليقين هذه التي تعتمد على الذات؟ 

وما رأيك في منهج ديكارت؟