لن نبوح للظلام بخوفنا

______________

توارت في ركن بعيد , وهدأ المكان هدوء الاموات , صمتت وفي جوفها الف بركانه , وعلى وجوه من حولها ألف سؤال , ولا اجابة الا بسمة حانية تستقبل بنظرة عطف , القلب يأن , والروح تكاد تفر من الجوانح , والجسد شاخ من هول المصائب ,كثير من الجراح يضمدها الصبر فقط , ويشفيها جزاء الرحمن .

انها ام الشهيد التي ربت جزء منها عشقته منذ ان شعرت به باحشائها وتنفست الأمل برؤيته الى ان اتى قمراً ينير افق ليلها , يبهج الروح ويمد القلب بنبض قادم من أمل جديد , يتحرك فتترنم الحياة , تراه يكبر امام ناظريها فتتغير الاحلام تصبح احلام الام معلقة به ومبنية على افق عيونه , هنا كان . .. وهنا سيكون .. وذهب .. وسيعود .. حياة كل ام اطارها الابن , تبرمج حياتها بما يناسبة ويسعده , وتهيء حياتها مهد حنان له , تسقيه من طهر قلبها الدفيء , ومن نظراتها تنسج له طريق مرصوف بالدعاء .

فكيف ان افاقت فوجدت كل هذا هباء ؟!

سيذهلها المصاب ستظهر صمتاً فقد قتلت الكلمات, لو تكلمت لقالت : يا رصاصة الغدر لا تذهبي عشنا معا فلنرحل معاً, ضمي جرحي لجرحه وافني اعمارنا بذات الطلقة , واقتلي الغد بدمنا المختلط بارواحنا , يتوقف القلبان معاً , وترتفع الروحان معاً , ونبقى سوياً تحمنا ملائكة السماء للخلد معا ً, اما ان تبقيني احترق ببعاده كل حين فهذا ألم عظيم , ستشرق الشمس باكيه كل يوم , حيث رحل الأمل الذي يبهجها , وستفقد الحياة الاحساس بالنسمات وبرائحة عطر الرياحين , ستكون حياة محرقة للقلب بكل نبض وبكل نفس جديد .

ومع كل عذابها لا يبدوا منها الا الصمت , فهي ام الشهيد , ستخرج بملاح قوية تدعم طريق التحرير وتخذل العدو وتكسر شوكته بصلابتها , لن يشمت فينا عدونا بضعفنا او يرى القهر يستل من نظراتنا الهوان , انه الرباط بارض باركها الرحمن , فالف تحية لام الشهيد .

اسراء عبوشي