مجرد التفكير بالصندوق فقط كفيل لجعلك تعيش هاجسه. سوف تواجهك المصاعب تباعا، ويتركك الكثير في اول الطريق، ومنهم من يتركك في منتصفه ولتحمد الله اذا تركوك ونفسك.. لكن هيهات هيهات، هناك المُشتت المُربك، والمُتفلسف، القاتل، العاجز، الضحية، والمريض.. هناك من يراك أفضل ويريدك أفشل، هناك من يراك عظيم وفي لحظة ضُعف ينقض عليك كـ ناصح أمين، هناك من يصنع العراقيل وانت يا صديقي بطيبتك المعهودة تراها محطات تروية وفجأة تنقلب الطاولة!، هناك من يُحبك ويريدك أن لا تتعب وتنتظر بطاقة القدر القادمةومن الحُب ما قتل!، هناك من يريدك تبكي لتساويه في عجزه أو ليرضي ساديته -أنك بالقاع-، هناك القليل من يسندك بظهره فلا يرى دموعك.

هذا التاريخ يا صاح لعنة ونعمة، فـ هذا أنت تجلس على حاسوبك أو هاتفك المحمول والذي لا فائدة منه بدون الضوء المتوهج "الكهرباء" والذي يرجع الفضل لذلك الطالب الفاشل الطلسم الذي طرد من مدرسته ولم يكترث له العالم، لم يكترث له أشد المُدرسين طمعا وأنانيه في أنهم لو كان يعلمون الغيب لتقارعوا على بابه طلبا في أن يكون تلميذهم ولو دقيقة!، والشكر لله أن ذلك لم يحدث، فقط الذي حدث أن ذلك الطالب المسكين اعترف بنفسه وألقى صناديقهم وأفكارهم ومدارسهم ومناهجهم وكل لعناتهم العاجزة من رأسه، وفي لحطة ما بعد كدّ وتعب تحرر إديسون وحرر البشرية من ظلامهم وطلام ما شيدوه من بنيان، ليُنير لهم الطريق ويهمس لهم أن قوة الذات ليس لها سقف وأن الله خلق العقل ليتحرر من الصعوب والمهالك.

ونهاية أقول " تعرف على صندوقك وتحرر منه، فالله لم يخلق إنسانا بلا عقل"

حسن مطر