لقد شهد التاريخ الإسلامي كثيرا من الصراعات التي خاضها المسلمون وهم يدافعون عن أنفسهم ودينهم وحماية لأوطانهم وحضارتهم فالغزاة دائما يأتون من كل حدب وصوب إلي بلاد المسلمين طمعاً في ثرواتها الطبيعية الوفيرة، وسعياً لاحتلالها والسيطرة على موقعها الفريد ذي الأهمية البالغة على خريطة العالم·

ولا يزال النصر حليفا للمسلمين ما اتبعوا كلام ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام فما انتصر المسلمون يوما بعدد ولا عدة ولقد كان درس حنين كافيا لبيان هذا والتأكيد عليه قال تعالي :" وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ " التوبه 25

ومعركة نيكوبوليس واحده من أهم المعارك في هذ الصراع الدائر بين الحق والباطل بل هي أعظم كارثة حلت علي أوربا في العصور الوسطي بعد هزيمة عسكرية كارثية للفرسان المسيحيين على أيدي الأتراك العثمانيون .

وقعت سنة (800هـ/1396م) بين العثمانيين بقيادة السلطان بايزيد الأول وبين التحالف الصليبي ( التحالف المجري البلغاري الويلزي الفرنسي البرغندي الألماني وقوات متنوعة ) بقيادة الملك سيجسموند ملك المجر, وكان النصر فيها لصالح المسلمين.

وقد خرج بايزيد الصاعقة من معركة نيكوبوليس بغنائم غزيرة، واستولى على معظَم ذخائر الجيش التي أحضرها معه، واسترقَّ كثيرًا من الجنود مِن أسرى المعركة.

وبعد نهاية المعركة اقتصَّ من حكَّام شبه جزيرة المورة (اليونان) الذين قدَّموا مساعدةً عسكريَّة للجيش الصليبي، فدمَّر أراضيهم واسترقَّ منهم.

قد أسفرَت هذه المعركة عن هزيمة جيش التحالف الصليبي ونهاية الإمبراطورية المجرية الثانية.

وكانت المجر أكبر الخاسرين في هذه الحرب؛ فقد تضاءلَت مكانة المجر في عيون المجتمعِ الأوروبي بعد معركة نيكوبوليس، وتبخَّر ما كان يحيط بها من هَيبة ورَهْبة، وكانت هذه المعركة بمثابة نهاية لملوكِها في تِلك الحقبة حيث فقدَت الكثيرَ من أملاكها لصالح بولندا وألمانيا، وبعد قليلٍ انهارَت تلك المملكة الكبيرة.