بسم الله الرحمن الرحيم

عندما تضع موضوعا دينيًا في مجتمع ليتكلم فيه غير المتخصصين في علوم الشريعة وكل يضع رأيه سواءا كان عالما أم جاهلا

فقل لي بالله عليك كيف يكون حالك يوم القيامة ؟

ولو أنك دخلت هنا وسألت عن دواء لمرض ليجاوبك العامة غير المتخصصين في الطب, لقالوا ان ما تفعله سفه لأنك ستضر نفسك بل قد تقتل نفسك لأنهم لا يفقهون في الطب شيئا فسيعطونك الدواء الخطأ

كذلك الناس يتكلمون في الدين وهم غير عالمين بالشريعة - والتي هي أصعب من الطب - وينتظرون الإجابة من جاهل-وجاهل هنا صفة لا سبّة- غير متخصص في الشريعة بل وبعضهم لم يقرأ القرآن مرة واحدة وأنا واثق من ذلك فماذا تنتظر إلا نفس ما تنتظره من طلب الدواء من غير أهل الطب

لكن الفرق أن الطب هي مسألة حياة أو موت في الدنيا, أما الدين فهي مسألة حياة النعيم الأبدي أو حياة الجحيم الأبدي

قال أحد المشايخ يوما

يا اللي عمالين تناقشون وتجادلون وتناظرون وتتعصبون..

هل قرأتم شيئا معتمدا في العلوم الشرعية المختلفة؟!

هل تعرفون الكتب المؤسسة للعلوم أو طالعتموها؟!

هل قرأتم تفسير ابن جرير والقرطبي مثلا!

هل قرأتم دواوين السنة وشروحها!

هل قرأتم مقدمة ابن الصلاح ونكت ابن حجر، والكفاية!

هل قرأتم البرهان والإتقان!

هل قرأتم رسالة الشافعي والبرهان للجويني وال‍مستصفى وال‍محصول وال‍إحكام وجمع الجوامع وشيئا من شروحه وحواشيه ومنهاج البيضاوي وشروحه المهمة!

هل قرأتم فروق القرافي!

هل قرأتم قواعد ابن رجب أو الأشباه والنظائر للسيوطي ولابن نجيم!

هل قرأتم معتمدات كتب الفقه في مذهب من المذاهب الأربعة!

هل طالعتم الأم والمغني والمجموع والمبسوط والذخيرة والتمهيد والاستذكار وما إليها!

هل قرأتم شيئا تراثيا معتمدا في النحو والصرف والبلاغة بفروعها الثلاث والأدب ومتن اللغة والاشتقاق!

هل تعرفون شيئا عن المنطق والفرق وعلم الكلام!

هل تعرفون شيئا عن تاريخ التشريع، وتواريخ العلوم والأفكار!

كفاية كدا.

طيب.. هل شرعتم في ذلك، أو لديكم خطة واضحة لإنهائه! .اهـ

.

.

وقال أحد فضلاء المشايخ

قال قائلٌ: الراجحُ وجوبُ الجماعة؛ والدليلُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد ‍هممت أن آمر فتيانا فيجمعون حطبا، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أحضر إلى بيوت قوم لم يحضروا الصلاة، فأحرقها عليهم»، وهو حديث واضحٌ صريحٌ.

فقالَ أصوليٌّ: يا أيها المجتهد؛ أشكل على استدلالك بأولِ كلمة من هذا الدليلِ من ستة أوجهٍ، وشأنُ المجتهدِ جوابُ ما يشكل:

فإذا أجبتَ أحدها = سألتك الآخر .

فإذا أجبت عن الستة انتقلنا إلى باقي كلمات الحديث الواضحِ الصريحِ.

(1) هل الهمُّ عندك حجَّة من الناحية الأصولية.

فإذا قلت: إنه حجة:

(2) فما تقولُ في تكييفُه الأصوليّ؛ أهو قولٌ أو فعلٌ أو قسمٌ برأسِه؟

(3) ثم؛ ما مرتبتُه في الحجيّة الأصوليّة ؟

(4) هل تقولُ بفرقٍ بين همٍّ معدولٍ عنه ومحالٍ دونه ؟

(5) هل تقولُ بفرقٍ بين محالٍ دونه بحائلٍِ شرعيٍّ أو حسيٍّ ؟

(6) هل تقولُ بفرقٍ بين معدولٍ عنه لمصلحةٍ أو وحي ؟

هذه الأسئلة الستة حولَ أول كلمة من الدليلِ الذي نظرتَ فيها = يجيبُ عنها من هو في رتبة فقيهٍ يعرفُ أصولَ إمامِه .

إذا رأيتَ مُدَعيًا للاجتهادِ فسله = لا من جهة تعييرِه، بل بنية ردِّه عن دعوى لا يقدم برهانها إذا حوقق فيها.

ومن ادَّعى ما ليس عنده = فضحه الامتحان

............................

فليس كلما رأيت آية أو حديا أسرعت الي الفتيا بأن ذلك حلال أو حرام بفهم للحديث

فحديث مثل"لعن الله النامصة والمتنمصة"

إذا قرأته للمرة الأولى قلت : هذا صريح في أن النمص حرام

أقول : هل تعلم أن النمص فيه خلاف بين الفقهاء على ثمانيه أقوال ؟

ليس من ضمن هذه الأقوال أن النمص هو الأخذ من الحاجب مطلقا وأنه حرام مطلقا

فهذا القول المشهور في النمص هو في الحقيقة قول محدث ملفق لم يقل به فقيه

والحديث ليس صريحا في التحريم عند كل الفقهاء !!

أجل هناك فرق بين الصريح في الدلالة وظاهر الدلالة وهناك علة وهناك استثناءات

لا يستطيع العامي مثلي ومثلك أن يعرفها فلا بد من البحث عن فقيه تسأله وإلا ستضل

فما أصعب الكلام في دين الله

وما أهونه على لسان العوام !!

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.