واعلم يا فتى أن الله لم يستجب دعاء أي من أنبيائه إلا وكانت الاستجابة بفعل أمر.. فاستجابته لنوح عليه السلام كانت بأمره بناء سفينة.. واستجابته لأيوب كانت بأمره بالركض والاغتسال.. ولمريم بهز جذع النخلة , ولموسى بضرب البحر بعصاه.. فإن كان هنالك من شيء نتعلمه هنا , فهو أن الدعاء ليس بديلا عن الفعل, بل متعلق به.. وأن الاستجابة لا تكون بخلق عمل من لدن الله سبحانه , بل بمباركة عملك أنت..

وعليه , فإذا ما ظننت أن الدعاء وحده سيغير حياتك , فأنت واهم.. ما سيغيرها هو عملك أنت, ودعاؤك لله هو فقط ليبارك في هذا العمل ويوجهه.. دعاء أن لا تضيع الجهود سدى.. وأن لا تخيب المساعي .. وأن لا تذهب قطرات العرق هباء..

فاسق لهما يا فتى أولا, ثم تول إلى الظل وادع بما شئت..

من رسائل السيد فرحان إلى الفتى ذي الرأسين

- ديك الجن