في دين الإسلام لا يوجد شيئ اسمه رجال دين ، فليس منا إلا عالم او متعلم

فلا يوجد الحاخام الأعلى و لا الحبر الأعظم ولا سماحة السيد او فضيلة الإمام الأكبر…

و لا يوجد أصحاب القداسة و الغبطة و النيافة و السخافة

و لا أي من تلك الصفات البراقة التي يلصقونها قبل ألقابهم الفخمة.

في الإسلام ..بدويٌّ يدخل على النبي و هو جالس على الأرض مع الناس فيسأل : أيـّكم محمد ؟

لا يوجد في الإسلام ترتيب هرمي لأهل الدين يشبه تسلسل الرتب العسكرية ، أو درجات هرم الماسونية

البابا ، ثم البطريارك ، ثم المطران ، فالخوري ، و القسيس ، وفي القاع … انت .

في الإسلام ..رُبَّ أشعث أغبر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره

وفي الإسلام لا يوجد كهنة تتوسط بينك و بين الله ، فهو أقرب اليك من حبل الوريد.

و لا يوجد رهبان تبيعك صكوك الغفران … و تتحرش جنسيا بالغلمان .

و لا يوجد آية الله العظمى .. يأخذ خمس أموالك و يعطيك زواج المتعة .

لا يوجد شيوخ عقل يحتكرون أسرار اللاهوت

فالإسلام نور .. و الله نور .. و النور لا يعيش في كهوف الباطنيين المظلمة أو سراديبهم الملتوية.

لن تحتاج لكنسية لتصلي لله ، او معبد تقدم فيه القرابين لتماثيل الرب

فالأرض كلها جعلت لك مسجدا و طهورا.

و في الإسلام لا فرق بين ابيض او اسود ، فلا عنصرية ، ولا شعب الله المختار

و الإسلام ليس طقوس وهمهمات وتمتمات تقولها في أحد ايام الاسبوع في معبد او كنيسة او مسجد ثم تخرج لتفعل في حياتك ما تشاء .

الإسلام هو اسلوب كامل للحياة

من أجل ذلك كله الإسلام الحق هو خطر.

هو خطر على كل الأديان المنظمة في العالم …

هو خطر على المسيحيّة و البوذيـّة و اليهوديـّة و الشيعيّـة و كل الديانات الباطنية

وهو خطر على نظام العولمة الذي يبنيه المسيح الدجال ..و هو خطر على الإلحاد.

وهو خطر أيضا على شيخ الأزهر و مفتي السلطان… !

الاسلام الحق يضر بتجارتهم .. و يؤدي لكساد بضاعتهم ..و يحررك من استعبادهم …و يهدد وجودهم

وكيف لا ، والمؤسسات الدينية في العالم ليست إلا عصابات نصب و احتيال باسم الله .

ليس لانهم يخدعون اتباعهم بالأوهام و الخرافات فحسب ، بل لأنهم يُـضلّونهم عن الله الحق

انهم باختصار … مافيا الروح

فهل تحتاج لهم لتعرف الله ؟

الله في الإسلام تعرفه بالتأمل و التفكر

لو أقمت لوحدك في جزيرة معزولة ستعرف الله

عندما تتأمل في دورة الموت و الحياة تطال كل مخلوق في الكون ستعرف انه المحي المميت

و عندما تعلم ان لا شيئ في الكون قد خُلق عبثا و كل شيئ له دور في هذا الوجود ستعرف انه الحكيم

وعندما تدرك ان كل شيئ في الوجود مضبوط بتوازن دقيق ستعرف انه القيوم .

ستشعر بقوته في غضب البراكين و الزلازل .. و بجبروته في تصاريفه في الطغاة

و ستلمس رحمته في يد امك تمسح شعرك لتنام

ستعرف انه الغفور ، عندما تنهمر دموعك لذنب ارتكبته فتتوب و يزول حمل ثقيل عن صدرك

و ستعرف انه الودود ، عندما يداعب نسيم الليل شعرك وتدغدغ رمال الشاطئ قدميك

و عندما ينقلب إليكَ بصرُك خاسئاً حسيراٌ و عيناك تسرحان في الكون الكبير ستعرف ان الله أكبر

ستراه في كل شيئ في ذرة الغبار …. في البحر الواسع ..

و في النطفة التي تلهث في سباق الحياة في رحلتها من العدم الى الوجود.

ستعرفه … و ستحبه … لانه ليس كمثله شيئ

فكم ستحتاج من الوقت يا ترى و انت في جزيرتك المعزولة تلك لتعرف مثلا انه ارسل ابنه الوحيد قبل الفي سنة ليجلده الشبيّحة ويعلقونه على الصليب فيدفع بعذابه و دمه ثمن خطئيتك !

كم ستحتاج من الوقت وانت في جزيرتك تلك لتعرف انه حل بكريشنا ..

او تقمص في الابقار..

او كشف حقيقته المطلقة لبوذا ..

أو تجسد في علي بن ابي طالب ليصلح خطأ جبريل …!

هل ستعرف شيئاً من ذلك حقاً حتى لو بقيت آلاف السنوات تتأمل في الوجود ؟

لن تعرف أبداً ، الا إذا اخبرك احد أصحاب القداسة والنيافة و السماحة بهذه الأسفار

و غسل دماغك بتلك الأساطير و الأخبار .

أما الإسلام .. فهو ينبض فيك حتى لو لم تشعر بنبضاته …

هو الفطرة النقية التي ولدت عليها ..

و هو الشهادة التي تشهد بها عندما تحين لحظة الكشف و الإدراك.

و هو لا ينتقل اليك عن طريق التعميد .. او بالوراثة …او بالثقافة .

و ليس هذا ما وجدنا عليه آباؤنا .

لانه نظام التشغيل الإفتراضي الذي بُـرمِجتَ عليه .

من أجل ذلك الإسلام هو خطر