كل حضارة في التاريخ قد احتفت بعيد ما, هذه الأعياد ليست مجرد وقت للاجتماع مع الأحبة وانما مناسبات لإحياء ذكرى احداث تاريخية مهمة عرّفت جوهر قوم .

أعطى الله بحكمته هذه الأمّة مناسبتي عيد في السنة واليوم نجد أنفسنا محاطين ببهجة إحداهما.

لنتذكر الذكرى التي يحييها هذا الاحتفال وكيف يجب ان يحول- ليس فقط مانفعله لنحتفل بهذا اليوم- ولكن ايضا مالذي يعنيه الجوهر الحقيقي للفرحة .

نحن -الأمة- نحتفل بأبينا إبراهيم عليه السلام الذي استطاع ان يتجاوز بعض العقبات التي لاتصدق والتي تبدو غير قابلة لأن يُتغلب عليها ليثبت لنا تسليمه التام لله , جسدا وروحا , كان مستعدا لان يسلم جسده عندما تم رميه في النار, كان مستعدا لأن يسلم جزءا كبيرا من قلبه حينما وضع سكينا على عنق ابنه العزيز . هاتان اثنتان فقط من اختبارات عديدة تجاوزها ابونا العظيم بنجاح تام.

سيتم اختبارنا في هذه الحياة, بعض هذه الاختبارات ستجلب لنا عدم الراحه والألم والبعض الآخر سيتخلله ألم يطال الذين نحبهم, نحن نحتفل بأن الله لم يعطنا هذه الإختبارات التي اعطاها لأبينا إبراهيم عليه السلام , وانه اذا كان الله قد اعانه خلال هذه المهام المستحيلة فكن مطمئنا انه سيرى كل واحد منا خلال مصاعبنا الخاصة .

أخيرا, رسولنا - صلى الله عليه وسلم - قد أخبرنا مالذي ينبغي فعله مع الذبيحة التي هي قلب الاحتفال في هذا العيد .

لقد أُخبِر بأن يطعم البائس والفقير والقانع -الذي لن يسأل على الرغم من ظروفه البائسة- والمعتر -الذي أجبرته الصعوبات بأن يتخلى عن عزة نفسه ويسأل - .

عندما أمرنا الوحي بأن نهتم بهؤلاء الأشخاص وسطنا , كان يتم تعليمنا كيف نريهم سببا لأن يفرحوا ونجعل فرحتنا مستمدة من فرحتهم.

لنساعد أولئك المحتاجين حولنا ونشركهم في احتفالاتنا ونجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم .

هذه هي الطريقة التي يحتفل بها المؤمن بالعيد .

  • ترجمتها من خطبة العيد لنعمان علي خان

ليت خطبة العيد لدينا كانت هكذا :)