ربما ابوك لايدخن لكن أبي يفعل، والعديد، لكن المشكل هو عندما يطلب هذا الاب من إبنه أن يأتي له بسجارة من المتجر، ماذا ستفعل في هذا الوضع ترفض أم تقبل؟
الخضوع أمام الأبوة من جهة والخضوع امام الواقع من جهة أخرى!
الأصل أن السؤال يكون في مجتمع (حدثني أكثر عن الإسلام) لأن صلب السؤال يُناسبه.
أسأل الله أن يوفقك وأن يوفقك أباك وأن يهديه لترك التدخين.
العلماء حرموا التدخين من عدة جوانب؛ منها أنه من الخبائث، ومنها أنه يُؤدي إلى التهلكة، ومنها أنه يأخذ أحكام السكر، ومنها أنه يضر بالصحة فما ضر بالصحة وكان نتيجته الموت صار حراماً، وكل هذه الأقوال ليست نسيج خيال وعقلٍ وهوى بل لديهم أدلة صلبة قوية لا يستطيع إنكارها شخصٌ يقول: لا إله إلا الله، لأنني لا أستطيع أن أتصور إنساناً يرد حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنه يريد أن يُدخن.
أبوك في هذه الحالة -إن كنت مقتنع أن التدخين محرم- لا يجوز لك طاعته، وذلك لأن نصوص الطاعة والبر للأبوين قُيدت بعدم معصية الخالق، لأن القاعدة تقول: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإنما الطاعة في المعروف، وهذا لا يعني أنك تقلل من أدبك أمامه، بل بيِّن له الأمر، مثلاً أنا أحمد ربي أن أبي ليس كذلك لكنه لو كان كذلك قلت له: (أنا آسف، لأن هذا الفعل حرام ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وطاعة الأبوين قُيدت بالطاعة لا بالمعصية، وإن أحضرت لك السجارة سأعتبر نفسي قتلتك بيدي، وذنوب تلك المعصية في رقبتي يوم القيامة لذلك أنا أعتذر، سأذهب للصلاة وسأدعوا لك بالهداية أبي).
في زمن الصحابة كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قد أسلم وكانت أمه تمنعه من الإسلام وقد أقلعت عن الطعام والشراب حتى يكفر ابنها ثم جاءت له من هذا الطريق فقالت لابنها: يا سعد ألم يأمرك دينك بطاعة الأم؟ وأنا أأمرك بترك الإسلام، هنا نزلت الآية: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما). والله أعلم.
صحيح، بالنسبة للمجتمع كنت أود ان اناقش الموضوع من كل النواحي دينياً وثقافياً ..إلخ
لقد غيرت المجتمع الاَن، أوافق في ماقلت بكل ماكتبته من سطر، لكن الخوف من سخط الوالدين صعب جداً يعني عندما سترفض لن يرضى عليك تلك اللحظة رغم انه يعلم بأن الإبن فعل الصواب.
أي سخط تقصد؟
سخط الوالد أن يغضب منك ويزعل ولا يكلمك ولا يُقدرك.
أم سخط القيامة والإثم والعقوق وسخط الرب؟
إن كان الأول فاصبر؛ خصوصاً وأن الأب يعلم أنك على صواب، حتى يتعود عليك ثم ستكون لك شخصية في النصح الصحيح، وأنا أقول هذا الكلام عن تجربة واقية مررت بها.
أما إن كان الثاني فلا تقلق لأن أحاديث السخط والعقوق جاءت فيمن يعق ويعصي في طاعة الله لا في معصية الله، يعني لو أمر الوالد ابنه أن لا يسهر حتى يصلي الفجر، أو أمره أن يقوده للمسجد، أو يوصله للمكان الفلاني ورفض بحجة واهية هنا يحق عليه سخط الأب وسخط الرب عياذاً بالله.
ربما ينتمي الموضوع لمجتمع: انصحني فقط كملاحظة
--------------------------
ولِم لا؟ اليس ابي؟
لنفترض انك في عمل بحاجته جدا ولا يمكنك تركه، وطلب مديرك ان تحضر له السجائر، هل سترفض؟ وتخاطر بطردك؟
الموضوع مشابه جدا، هل سترفض وتخاطر بان يغضب اباك منك؟
وهل رفضك سيغير شيئا؟ كلا. لن يتوقف عن التدخين. هذا لا يحصل سوى في القصص المكسيكية.
لا تغضب اباك.
عذراً أخي هادي ولكن الأمر متخلفٌ تماماً.
لأن أمر البر بالوالدين أمر في الشريعة موجود. ولا يُمكن أن نفك الدين عن حياتنا سواءً الثقافية أو العلمية أو الحياتية أو الوظيفية أو المجتمعية أو كل شيء.
بالنسبة لمثال العمل فيجب على الموظف أن يفعل مثل ما فعل مع الأب وهو أن يوضح أن هذا محرم وهو لا يريد أن يساعده على محرم، وإن وصل الأمر للطرد فليُطرد وهو معزز مكرم بدينه، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله.
أما موضوع الأب فأنا أقول لك يا هادي لو تزوجت أجمل نساء الدنيا وعلى مدى 5 سنوات أنجبت منها 3 أولاد وتحبها ولا تريد مفارقتها ثم طلب منك أبوك أن تُطلقها دون سبب وإلا سيغضب منك هل ستطلق؟
وهل رفضك سيغير شيئا؟ كلا. لن يتوقف عن التدخين. هذا لا يحصل سوى في القصص المكسيكية.
بغض النظر أنه توقف عن التدخين أم لا، موقف الابن هنا يجب أن يكون شجاعاً وأن لا تُغلب جانب العاطفة على الدين، لأن الدين هو الذي أمر بهذه الأمور، صحيح أن غضب الأب على الابن معصية ولكن هذا يُقيد بضوابط الشرع؛ أي: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وإنما الطاعة في المعروف. فالذي أمرك أن تُطيع أبويك وأن لا تغضبهما هو نفسه الذي أمرك أن لا تُطيعهما في معصية الخالق. وأليس على المسلم أن يُنكر المنكر ويأمر بالمعروف؟ هذا من إنكار المنكر والأمر بالمعروف.
التعليقات