الخشوع في الصلاة

تعريف الخشوع:

هو حضور القلب بين يدي الله –تعالى-، مستحضراً لقُربه، فيسكُنُ لذلك قلبه، وتطمئن نفسه، وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدباً بين يدي ربه، مستحضراً جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الرديئة، وهذا روح الصلاة، والمقصود منها، وهو الذي يُكتب للعبد، فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلبٍ، وإن كانت مجزئةً مثاباً عليها، فإنَّ الثواب على حسب ما يعقل القلب منها.

أهمية الخشوع في الصلاة:

1- أنه تعظيمٌ لله –عز وجل- وذلك ن الخشوع شعيرةٌ عظيمةٌ من شعائر الله –سبحانه وتعالى- والذي يُعظِّم شعائر الله –سبحانه وتعالى- لا يُعظِّم الشعيرة لذاتها، إنما تعظيماً لمُشرعها.

2- أنّ فيه تحقيقٌ لمعنى التقوى لله –سبحانه وتعالى- لأنه شعيرة من شعائر الله، والله –سبحانه وتعالى- قال عن المعظمين لشعائره –سبحانه-: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) [الحج:32].

3- أنّ فيه تحقيقٌ لغاية الذلِّ والانكسار للعزيز الغفار، لأنَّ الذلَّ لله عزةٌ في الدارين، كُلما ذلَّ المرءُ نفسه لله –سبحانه وتعالى- كلما رفعه الله.

4- أنه من أسباب قبول الصلاة، وذلك أن المرء متى ما خشع في صلاته مؤدياً حقوقها فإنه يُرجى أن تُقبل منه.

5- أنَّ الخشوع في الصلاة من صفات المؤمنين، لذلك لما وصفهم الله –سبحانه وتعالى- في كتابه فقال: (قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون) [ المؤمنون:1-2].

6- أنَّ الخشوع في الصلاة من أسباب الفلاح.

الطرق التي تُعين على الخشوع في الصلاة:

  • إزالة الشواغل القلبية.

  • أن تُقبل على الله بقلبٍ خال.

  • إزالة الشواغل المادية.

  • أنْ يتدبر المقروء الذي يقرؤه في الصلاة.

  • أن يعلم أنه لا يُكتب له من الصلاة إلا ما عقل منها.

  • أن يُفرغ نفسه من أشغال الدنيا وهمومها وأفكارها قبل الصلاة.

  • أن تصلي صلاة مودع.

  • تعلم أنه لا أكبر من الله –تعالى-.

  • استواء الصف، فالصف الذي يتخلله الشياطين لا يمكن أن يحضر أصحابه، ولا أن يخشعوا.

  • دعاء الاستفتاح وفهمه.

  • تعظيم أمر الصلاة في ذهن الإنسان. فإذا كان الإنسان يعلم عظمة الصلاة وأهميتها ويُبادر إليها بهذه المبادرة، فلابد أن يكن خاشعاً فيها؛ لأنه مستعدٌ لها تمام الاستعداد؛ ولذلك فإنَّ الذي يستحضر عظمة الصلاة والاهتمام بها سيكون من المحافظين عليها.

  • الحضور قبلها إلى المسجد بوقتٍ تستقر فيه النفس.

  • استشعار ما يلي:

1- لا تدخل إلى المسجد وفي قلبك غير الله.

2- اشعر بحاجتك إلى هذه الصلاة.

3- استشعار هيبة الموقف بين يدي الله –عز وجل-.

4- أن تصلي صلاة مودع.

5- استشعار عواقبها الحميدة.

6- الحياء والخجل وأنت تقف بين يدي الله –عز وجل- وقلبك مصروفٌ إليه.

ثمرات الخشوع في الصلاة:

أولاً: أنَّ الصلاة أرجى ما تكون للقبول إذا أُديت على وجه الخشوع.

ثانياً: أنَّ المصلي إذا صلى بخشوعٍ يتربى على تهذيب نفسه وضبطها لأنَّ في الصلاة الخاشعة غاية الذل والانكسار.

ثالثاً: الشعور بالراحة والطمأنينة إذ أنَّ المرء يكون راضياً عن ذاته إذا أدى عمله على الوجه المطلوب.

رابعاً: حصول الفلاح المذكور في الآيات.

خامساً: أنه يُصبح معتاداً على ذلك فبالتالي تُؤثر في بقية صلواته فيُصليها بخشوعٍ.


هل استفدت من هذا التلخيص؟

ملخص من كتاب: (رحلة الخشوع في الصلاة) لصالح الغامدي.