الموضوع مرتبط بموضوع آخر رئيسي.

[4]

الإسلام دين .. وحياة .. ونظام يسير به الناس.

فالواقع كنت متردداً بشأن هذه النقطة، رغم انها تجول في خاطري منذ مدّة، والعجيب انه قبل سويعات تناقشت مع عضو فاعل بشأن ما تعنيه عبارة دولة إسلامية ودولة كفر.

رغم ان النقطة التي سأتحدث عنها هنا ليست مخصصة للمسلمين بل هي ايضاً للمسيحي والملحد والّا ديني -الذي يؤمن بالـ إله ولكن لا يؤمن بوجود دين- رغم انّي سأبدو منحازاً كوني مسلم.

عالمنا العربي يواجه مشاكل كبيرة بسبب عدم فهم كثير من القضايا الإسلامية، ويواجه حالة من الاحاد، فعلى الأقل لا حضت وجود هذه الفئة بشكل أكبر مما سبق، وحتّى المسلمين وجدتهم يتحججون بالدول الغربية للمطالبة بأمور غريبة مثل شخص جامعي كان يطالب بوجود الملاهي الليلية.

هناك أمرين مرتبطين أود إصلاحها هُنا.

1- تعليم الدين الإسلامي في دارسنا، يحتاج لإعادة هيكلة، أجد صعباً عند وجود درس عن السرقة على سبيل المثال ان يتم الاستشهاد بمواقف حدثت قبل ألف سنة خلت، تلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فما بالنا لا زلنا نتمسك بتلك الأحداث وكأن الدين محصور بتلك الفئة؟ يجب اظهار الإسلام بمظهر معاصر-وهو كذلك- خصوصاً للنشء بكونهم يعيشون في عالم متسارع متحرك، فأجد ان قضية السرقة هي قضية إنسانية معاصرة متعمقة يمكن اظهارها من خلال ذكر احداث معاصرة، كمثل ما تؤثر به السرقة من اضرار اقتصادية على الدولة وقضايا الاختلاسات وسق عليها كثير من القضايا المتعلقة بهذا المجال، والذي أجد انه أفضل من ان اسوق قضية حدثت قبل ألف سنة ونيّف وأكثر ارتباطاً بواقعنا المعاصر.

2- القانون والتشريع الإسلامي، قد ذكرت سابقاً أنى ناقشت أحد الأعضاء عن مفهوم دولة الإسلام ودولة الكفر والتي ذكر ان الفرق هو ان الدولة الإسلامية هو دولة تدار بالتشريع الإسلامي بينما دولة الكفر هي التي تدار بالقانون، واجد هذا التعريف مضحكاً بشكل غريب، فما هو التشريع الّا قوانين إسلامية. وهنا أيضاً يجب ذكر التشريع الإسلامي كواقع معاصر يمثل نموذجاً مثالياً للدولة المعاصرة وليس مثالاً للقمع والتشدد، لهذا انا قلت بأن نقطتي هذه ليست للمسلمين فقط، فأجد ان المسلم وغير المسلم يشترك في أنه وعلى سبيل المثال ان الدولة يجب توفير العيش السليم والعيش الأفضل لشعبها، وبما اننا نعلم ان الدين الإسلامي لم يحلل ويحرم شيئاً الّا لنفع الأنسان وعيشه بأفضل طريقة ممكنة، فأجد ان صيغة توصيل ذلك المعنى للناس تكون بصورة خاطئة على الأغلب، مثالاً على ذلك اذا قلنا ان الدولة الفلانية دولة إسلامية وقامت بمنع الخمور منعاً نهائياً، فسنجد كثير من الناس تطالب بالحرية في شرب الخمر، ولكن اذا قامت هذه الدولة قبل المنع بدراسة مضار الخمور على الفرد والمجتمع والدولة والاقتصاد، وقامت بطرح الدراسة العلمية العميقة على الشعب، وقالت: أنظروا، لهذا سنقوم بمنع الخمور لأنها مشكلة حقيقية على العيش الكريم للناس. أيضاً أجد لن هذا هو السبيل الأمثل لفهم الدين، فيجب معرفة الأسباب وراء القوانين الإلهية ليزداد يقيننا عن طريق فهم واقتناع، وليس مجرد "وجدنا ما عليه آبائنا". لن يضطر غير المسلم في هذه الحال للاعتراض بحجّة انه غير مسلم، بل وسيعجب بهذا الدين الذي يوفر أفضل أسلوب حياة للناس.