هل من الممكن لشخص لا يعتني بنظافة محيطه أن يكون قدره نظيف في الجنة ؟

الجواب حسب مفهوم النظافة لديك .

هناك في الأثر حكاية رمزية تقول أن أحد العبّاد دخل ديرا فسأل الراهبة وقال هل هذا مكان طاهر أصلي فيه؟ فقالت له - ما قال انه أخجلني وافحمني - طهر قلبك ثم صل أينما شئت!.

الطهارة هي أول أبواب الفقه التي تدرس لأنها مقدمة للصلاة والدخول في حضرة الدّيان سبحانه عز وجل. وهي تختلف عن مفهوم النظافة وثقافة النظافة ككل حديث طويل وعميق. وتتحدد الحضارة والثقافة والتحضر في جزء منها في انتشار المرافق التي تعتني بالنظافة فمسألة أن الامريكيين الآن لديهم ثقافة الاستحمام يوميا هي فكرة عربية نبعت لما استقر العرب والدولة العباسية قليلا وبجهود مهندسين رومان ازدهرت ثقافة الحمامات وبنائها بشكل مثير للدهشة :

قرأت رقما يقول عشرة آلاف حمام في بغداد وحدها مهندسة بشكل مثير فعلا. وقد تكلم بن بطوطة عن ذلك لما زارها.

النظافة لا تساوي الطهارة. الطهارة مفهوم آخر.

لشرح هذا المفهوم ببساطة هناك حديث عن سيدنا ابو هريرة لما تقابل في ازقة المدينة مع النبي عليه السلام فبدل الطريق فلما سأله لاحقاً لماذا فعلت ذلك؟ قال استحييت أن أسلم عليك وأنا جنب. فقال النبي عليه السلام : سبحان الله إن المؤمن لا ينجس. بالتالي مفهوم "إنما المشركين نجس" مفهوم معنوي لأن المشرك يمكن أن يملك في وقتنا المعاصر شركة ومؤسسة تجميل كاملة بما فيها من منظفات وما إليه ويستحم بشكل يومي لكنه نجس بمفهوم الإيمان. والآية تقول بمعنى ما - حسب فهمي المحدود جدا - أن المشركين نجس لا يقربوا المسجد الحرام كي لا يلوثوا محيطه الإيماني لا المحيط الماديّ.

فالمؤمن يمكن أن يكون وسخا مثلا أي غير نظيف لكنه لا يكون نجسا أبدا ما لم يشرك، لذلك فهو طاهر على أية حال طهارة ايمانية لأن الطهارة التعبدية تستلزم النظافة المادية لاداء الفرائض. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.