السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اليوم على الفيسبوك كنت أتحدث أنا وإحدى زميلاتي عن شعوري بالملل والكسل وعدم فعل شيء سوى النوم وسألتها أن تقترح علي شيء لأبعد به ماأنا فيه وإقترحت علي الإنصات للموسيقى لأنها غذاء الروح وفي حديثنا أخبرتها أن الإنصات للقرآن هو أفضل غذاء للروح علما أني أنصت للموسقى الراقية وذات كلمات هاذفة عندها

أخبرتني بالتالي: (سأحول طريقة الكتابة إلى حوار بحيث أذكر ماتقول وبما أرد عليها كي تقون القراءة أسهل)

تنبيه: الحوار طويل نوعا ما ولكن أرجوا أن لاتتكاسل عن قرائته فيهمني رأيك وأضعف الإيمان أن تقرأه لأني تعبت حقا في ترجمة الشات بيننا كون أن الحديث كان بما نسميه نحن المغاربة "بالعرنسية" وللإشارة نحن نعرف بعضنا منذ مدة ولكن هذه أول مرة نتحدث عن موضوع كهذا.

هي: القرآن قواعد وتذكير بالعذاب الذي ستجزى به إن لم تفعل مايأمرك به... في نظرك هل سيرتاح قبلك الإنصات للوعيد ولكن على العكس الإنصات للموسيقى وخصوصا التي تتحدث

مواضيع جميلة يمكن أن تسعدنا وتنسينا همومنا وأن الرح في حاجة للمتعة.

أنا: بالله عليك، هل 114 سورة كلها تتحدث عن العذاب وكيف إستطعت قول هذا ومقارنة القرآن بالموسيقى بغض النظر على أن الموسيقى شيء جميل لكن أن تقولي أن القرآن بكامله

يتحدث عن العذاب فهذا شيء غير منطقي.

بيني وبينك بما تحسين لما تنصتي للقرآن؟

هي: أنا لم أقارن الفرآن بالموسيقى بل قلت رأيي في كل واحد منهما. ستقول لي أن القرآن يذكرك بأن أي شيء به خير وأن الله مع الصابرين وبه قصص ...إلخ ولكن ليس في كل مرة

نحس بأننا لسنا على طبيعتنا ننصت له وأنا لما أسمع للقرآن لا أرتاح ويبقى قلبي ينبض وأحس بنفسي أني مقيدة بشيء ما وفي الأخير ستحاسبني ولن تفهمني لأن تفكيرك موروث. أنصت

للقرآن كي ترتاح

...

أنا: أنك لاترتاحين لسماع القرآن كما ترتاحين لسماع الموسيقى فهي مسألة متعلقة بك ولايجب على أساسها أن نبني قاعدة عامة وبالنسبة لفكرتي فأنا أخذتها عن قناعة ولم أرثها من أحد

وأنا هنا لست لأحاسبك فكل واحد حر في نفسه ونحن نناقش أفكار وليس أشخاص وتذكري أن الإختلاف لايفسد للود قضية.

عموما إن فكرة أن القرآن غذاء للروح ذكرها الله في القرآن وعلى حسب علمي فهو مصدر موثوق 100% وهذه هي الآية: قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ

تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. {الرعد: 28}.

هي: موثوق منها 100% كيف عرفت هذا؟

أنا: ماذا تقصدين بقولك هذه آية إذن هي كلام الله، لاأعي سبب سؤالك هل هي موثوقة أو لا.

هي: هل سمعته؟ هل أنت متأكد أنه كلام الله 100% ولما لاتقول أنهم وضعوه ليجعلونا في نفس المنهج؟ ذاك الذي نقله لنا من يعرف أنه نقله مظبوط؟ أنا لاأكذب القرآن ولكن هي شكوك

تدور في بالي.

أنا: إذن شكك ليس في محله لأن الله حافظ لكتابه من التحريف إذن فأنا متأكد أنه كلامه وذلك مصداقا لقوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9.

ولا تقولي لي أن هذه الآية صنع أولائك الذي وضعوا القرآن ليجعلونا نثق به كما تشكين.

هي: فكر معي منطقيا وليس بكلام مكتوب. أنت تأكد كلام بكلام. ماذا تقول عن الصحيحين؟

أنا: نحن هنا لانتحدث عن الصحيحين أنا أؤكد كلامي بآيات من القرآن وليس بكلام أو حديث إذا دعينا لانخرج عن الموضوع.

هي: أوليس القرآن كتاب؟ أوليس فقط كتابة وجدناها وقالوا لنا عنها كلام جعلتنا نخاف التكلم عليه وتكذيبه؟ أنا تحدتث لك عن الأحاديث لأنها متناقضة مع القرآن تماما وهذا مايجعلك

تشك في صحة دينك.

أنا: نحن هنا ليس لدينا دخل بالأحاديث بل وصلنا لهذه النقطة لأني كتبت لك آية من القرآن وأنت شككت في صحتها. أوليس من أركان الإيمان أن تؤمن بالكتب وأن القرآن بخلاف الكتب

الأخرى محفوظ من عند الله وليس مثل الأحاديث التي تحتمل الخطأ وأتفق معك بخصوص موضوع عدم معرفة أي طريق تأخذ لكثرة الطوائف ولكن على الشخص أن يأخذ بما هو قريب للفطرة.

هي: أنا أؤمن بالله والقرآن لاغير ولكن دائما هناك شك أن يكون القرآن ليس فعلا كلام الله.

أنا: منذ متى أصبحت أركان الإيمان 2.

هي: أنا لاأتحدث عن إيمانكم أنا أتحدث عن معنى كلمة الإيمان التي تعني اليقين بوجود شيء ما.

أنا: من تقصدين بأنتم؟ ومارأيك في أركان الإيمان؟

هي: أركان الإيمان التي درسوكم لكي تؤمن بشيء ليس بالضرورة أن تؤمن بأشياء أخرى.

أنا: عندما تقولي درسوكم فكأنك على أني درست في مكان غير الذي درست فيه. أنا سألتك هل تؤمنين بالله، ملائكته، كتبه، رسله، اليوم الآخر، القدر.

هي: أؤمن بالله والقرآن.

أنا: ماذا يخصوص الرسل واليوم الآخر؟

هي: أنا أرمن بالقرآن وهو موجودون بالقرآن ولكني أشك في القرآن إذن أشك فيهم كذلك.

أنا: هذا هو ماجعلنا غير متفقين من البداية فأنا كنت أناقشك على أساس أنه ليس لديك شك في القرآن ولكن إتضحت الصورة الآن. مالذي يجعلك تشكين في صحته بعيدا عن أن من جمعه

وتناقله هم بشر وغير معصومين من الخطأ.

هي: فعلا هذا هو الشيء الأول الذي يجعلني أشك في صحته إضافة إلى ذلك هناك بعض الآيات التي بها العذاب والله لايمكن أن يعذب عباده وبعض الآيات بهم إهانة للمرأة والله يواسي

باحترام المرأة وفي بعض الآيات هناك تناقضات.

أنا: نعم الله رحيم بعباده ولكن في نفس الوقت هو عادل لذا لايعقل ان أسرق، أنهب وأسيء للناس وفي آخر المطاف لاأعاقب على ذلك. هل في نظرك هذا عدل؟

ولايمكن أن نحكم على الآيات أنهم متناقضين بالإعتماد على معناهم الحرفي يجب أن تري شرحهم أولا. أعطني مثال على الآيات التي تقصدين؟

هي: كل يشرح على هواه إذن لاشيء موثوق به. لا أحفظ الآيات عن ظهر قلب ولكن هذا معناهم يقول لك أن الزوجة إن رفضت النوم مع زوجها فلديك الحق في ضربها في حين يقول لك

يجب أن تحترمها وشيء آخر وهو أن الرسول جاء رحمة للعاملين ولكن كان يدخل الكافرين للدين بالغزوات. أين هي الرحمة؟

أنا: أول شيء يجب أن نعرف السبب الذي جعلها ترفض إضافة إلى ذلك فالضرب الذي يشير إليه القرآن ليس هو الذي ترينه الآن. القرآن كان ينزل في حالات لذا إن قرأت الآيات في

سياقهم فستفهمين أكثر.

بالنسبة للغزوات فقد كان وسيلة لإزالة الطغات والظالمين ولم يرغموا أحدا على دخول الإسلام. هذا موضوع كبير ولن أستطيع شرحه لك في بضعة أسطر بل يجب أن تبحثي وتقرأي ولكن

مشكلتك أنك لاتتقين بأي شيء.

هي هذا الزمان لايسعنا إلى القول: اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه.

معرفتي ليست كبيرة لذا ناقشتها بما أعرف وربما أصيب أو أخطأ لذا أتمنى أن تخبرني أخي القارئ هل وفقت في إختيار البراهين التي قدمت لها وماذا تقترح علي كدلائل لأقنعها ومامدى صحة ماتقول؟