كيف أرد على هذا الموضوع !

أهلًا وسهلاً،.

أولًا: الحروب الصليبية لم تنتهي وأخرها غزو العراق وأذكرك مثلاً ببوش الأبن الذي قال "This crusade, this war on terrorism is going to take a while".

فيديو :

ومن ثم سواءً كانت حروب صليبية أو حروب مادية أو أي نوع كانت من الحروب فالمحصلة أنها حرب ضد طرف معين لها محركات وأهداف.

ثانيًا: نبذ الناس للدين هي دعوى كاذبة من أساسها، الأصح أن نقول "ابتعاد الناس عن الدين"، أما ابتعاد الناس عن الدين فيرجع إلى أسباب كثيرة منها "الجهل" وكذلك بسبب "الاستعمار الغربي" للبلدان الإسلامية، حيث حارب المستعمرين الدين الإسلامي بشتى الوسائل وأقاموا المجازر وقتلوا خلقاً كثير من المسلمين وعلماء المسلمين ودمروا المساجد وأحرقوا ونهبوا الكتب الإسلامية، ووضعوا بالسلطة من يتبع فكرهم ونهجهم وفرضوا على الناس بالنار والحديد فكرهم، ومع هذه الحرب الشرسة تجاه الدين لم يفلحوا قط في القضاء على الدين لأن الدين شعلة وقادة لا تموت يضعف ضوئها ولا ينطفئ، ... من قرأ كتب التاريخ والوثائق يرى ما لايصفه العقل من بشاعة واستبداد وقد كانوا بحق أبشع من داعش حتى أن منصفوا الغرب من مفكرين وعلماء اعترفوا بذلك ولكن من تجرع العبودية للغرب لا يستسيغ الحقيقة المرة! ..

ثانيًا: بعد الحملات الصليبية ظهر الغزو الاستعماري الغربي للعالم "أذكرك الغزو الاستعماري ليست منطلقاته دينية" مثلًا: بريطانيا كانت تسمى الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس! لأنها استعمرت نصف الكرة الأرضية! وقد دمر المستعمرين بلدان العالم وخصوصًا البلدان الإسلامية منها وقد كانت منطلقات هذا الغزو "مادية" بحته وقد نهبوا ثروات العالم واستعبدوا الشعوب وظهر سوق الرقيق حيث كانوا الأوربيين يأخذون الألاف من الأحرار في إفريقيا ويبيعونهم ويستعبدونهم وقد قتلوا الملايين من الناس وحد البشاعة التي قاموا بها بالعالم لا يوصف وقد قامت بلدانهم وتطورت على رفات الشعوب وثروتها ولم تنتهي الحملة الاستعمارية إلا قبل سنوات قريبة، مثلًا في الجزائر قتل الفرنسيين الملايين من الجزائريين وقد كان فكرهم هو فكرهم اليوم أي كانوا علمانيين!، المشكلة أن الناس لا ترى إلا بعين واحدة وهي ما يمليه الإعلام الغربي وعبيد الغرب، كيف لا تخفى عليك الأن الحرب التي تشنها فرنسا على مالي المسلمة وتقتل المسلمين بحجة محاربة الإرهاب وهي في الحقيقة تقتل لنهب الثروات وتسعى وراء مناجم الألماس والذهب الأسود، المسلمين في كل مكان يقتلون ولكن لا نسمع عنهم شيء،، لماذا؟ لأن العالم مستعبد من قبل الغرب ومسير من قبل الإعلام الغربي ونحن نلهث وراء الملذات، مثلًا مقتل مليون طفل عراقي مجرد خبر عابر ورقم مهمش لا أحد يستنكر له ولا يعبره أحد! أما مقتل رجل أبيض غربي يشغل العالم أجمع حتى أن سفهاء المسلمين يقفزون وينددون لمقتل 12 شخص في شارلي إيبدو وأيدي الفرنسيين والأمريكان والغرب بمجمله لم تجف من دماء الملايين من المسلمين الذين قتلوهم!!! الموضوع يطول ولن تكفي الكلمات .. أشعر بحرقة على حالنا هذه السخيفة..

واليوم يقتل الغرب والأمريكان آلاف الفقراء المسلمين من الأفغان وغيرهم في العشرات من البلدان الإسلامية بطريقة همجية بشعة، ويقتلونهم عبر الطائرات بدون طيار ويدمرون بلدانهم بحجة محاربة الإرهاب! ما ذنب الملايين من العوائل الذين قتلوا وشردوا .. أشعر بحرقة!

ثالثًا: أكبر كذبة سمعتها بحياتي هذا القول "ان كانت هي الاخرى حربا لكن ضررها وخربها ليس بقدر الحروب التوسعية - الدينية" ، لم يشهد العالم أشد ضررًا من الحروب العلمانية والإلحادية ،، يبدو أنك لا تعرف شيء عن الحرب العالمية الأولى والثانية التي لم تبت للدين بصلة! وقد كان عدد القتلى في هذه الحروب المئات من الملايين وقد دُمر العالم تدميرًا لم يشهد له بالتاريخ مثيل! بل أن العالم لم يمر قط بهذه البشاعة من الحروب إلا بهذا العصر، اقرأ عن الحرب العالمية الثانية والأولى وستجد ما يهولك من عدد القتلى والإبادات والجرائم! ولكن بني قومي لا يدركون!، عندك مثلًا جوزيف ستالين "الملحد" قتل الملايين من الناس وكذلك هتلر ، القنبلة النووية الإمريكية وغيرها وغيراها والقائمة تطول!!! المشكلة أن الناس لا تقرأ لا تفقه ما يدور حولها .. وأكرر أنصحك بقراءة أي كتاب عن الحروب الحديثة لكي تعلم مدى بشاعتها وأنها أبشع الحروب وأكثرها دموية وضرر ..

رابعًا: قولك أن حروب الإسلام توسعية هي كذبة لم توجد في قاموس الإسلام قط! ,أرد عليك بقول الصحابي الجليل ربعي بن عامر لرستم قائد الفرس يوضِّح سبب جهاد المسلمين: "إنَّ الله ابتعثنا لنخْرج مَن شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومِن ضيق الدنيا إلى سَعتها، ومن جور الأدْيان إلى عدل الإسلام، فأرسلَنَا بدينِه إلى خلقِه لندعُوَهم إليْه، فمَن قَبِل ذلك قبِلْنا منه ورجعنا عنْه، ومن أَبَى قاتلْناه أبدًا حتَّى نفضي إلى موعود الله".

 قد يقول المعترض لماذا يحارب المسلمين لماذا لا يرسلون الدعاة بدون حروب؟ الحقيقة هذا ما فعله الرسول فقد أرسل الدعاة لدعوة الناس إلى الإسلام وحينما وصلوا للبلدان التي يريدون دعوة أهلها للإسلام قتلهم أصحاب السلطة والجاه ومنعوا الناس من الدخول في الإسلام! لأن أصحاب السلطة ظلمة يخافون من العدل ومن الخير ,,, لذلك جهز الرسول والصحابة الجيوش لحماية الدعاة وتحرير الناس من الاستبداد والظلم ولا ننسى مثلًا ما فعله أهل حلب للمسلمين عندما افتتحوها فقد بكوا عندما خرج المسلمين منها قبل معركة اليرموك!لأنهم وجدوا العدل والرحمة والإنصاف.

وأختم، لأن الموضوع يطول بقول المؤرخ والفيلسوف المستشرق صاحب كتاب حضارة العرب غوساف لوبون حيث قال في كتاب حضارة العرب «لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب» .. هذا جزء بسيط من بين الالاف من شهادات الانصاف التي قالها المفكرين الغربين بحق الإسلام والمسلمين,, ولكن بني قومي في عيونهم عور لا يرون إلا الكذب ولا يسمعون إلا الكذب ،، يبتعدون عن الحقيقة الكبرى ويتمسكون بنقولات وكلام مكذوب من هنا وهناك..

ختامًا: تثقفوا وتفقهوا وتعلموا كونوا أحرارًا لا يسيركم الإعلام الدجال ولا تضحك عليكم الأقلام المأجورة .. أبحثوا عن الحقيقة كونوا دقيقين ولا تجرنكم كذبة منمقة .. فالخطاب الشعري هو ما يجيده هؤلاء الدجلة إذ يلعبون على وتر العواطف ،،والسلام

لتفهم الفتوحات الإسلامية عليك أن تفهم جهاد الطلب، أُحيلك إلى هذه الحلقة من برنامج أقنعني للــ د. علي العمري :