يحمد لله على نعمة الإسلام، وإن لم يملك قوت يومه، وإن لم يجد طعامًا لأطفاله، ولا علاجًا لأحبابه، يمرض من حوله فلا يجد لهم علاجًا، ويموتون أمام عينيه ببطء شديد.

يحمد الله على نعمة الإسلام، فقد ولد مسلمًا في عائلة مسلمة ودولة عربية شريفة، بعيدًا عن الغرب الكافر الماجن الفاسق عليه لعنة الله، الزناة العراة الفجرة الذين لا يعرف لأبنائهم نسل ولا نسب، ولكن غريبة أنهم يعالجون أبنائهم ويطعمونهم من شبع.

يحمد الله على نعمة الإسلام، حتى وإن عاش عبدًا في بلده، فإن كان من الأسياد عاش عبدًا لباقي البلاد، إذا مرض طفله أنفق كل ما يملك ولم يكن كافيًا، فيكتشف أنه ليس من الأغنياء ولا الأسياد، فيحمد الله على نعمة الإسلام وأنه لم يولد في ذلك الغرب الزاني، ويكبر الله وهو يدفن طفله الذي مات من مرض عادي يُعالج في الغرب الكافر كل يوم.

يحمد الله على نعمة الإسلام وإن مات وحيده لأن العملية أجراها طبيب بشهادة زائفة، رغم أنه أنفق كل ما على الأرض، ولكنه لم يولد في الغرب الماجن الهارج.

الحمد لله على كل شيئ، ولكن يتسلل إليه وسط صلواته همسات ابليس يسأله: ماذا لو ولدت في الغرب؟ هذه الحدائق الغناء؟ ماذا لو ولدت كافرًا كهؤلاء؟ تعيش في رغد وتجد مستشفى إن احتجت، ولن تضطر أن تعيش حياتك بهذا البؤس، لا أقول أن الغرب الكافر لا فقراء عنده، ولكن قارن فقرائهم بفقرائك.

يحمد الله على نعمة الإسلام وهو يذبح أضحيته كل ليلة، ويصور فيديوهات للذبح ويجعل أطفاله يشاهدونها كي يفعلوا مثل أبيهم حين يكبرون، والغرب الكافر ينتقده لفعلته هذه، ويقول له كيف تذبح "إنسيًا" بهذه الوحشية، من إلهك الذي علمك القسوة والشدة تلك! فيجيبهم بفيديو آخر يذبح فيه أحد الأعاجم هاتفًا "الله أكبر، زهق الباطل وظهر الحق" ويزهق تلك الروح الآثمة الفاجرة أمام ناظري أبنائه، ليعلمهم مدى وضاعة وضعف هذا الغرب الفاجر، ويحطم الأصنام التي يخشاها العالم الإسلامي، حتى تنهض أمة المسلمين من جديد وتنير العالم كله.

الحمد لله على نعمة الإسلام، فيعلو صوت الخطيب بتلك الكلمات والكل آذان صاغية، ويتحدث عن اليهود خائني العهود، وكيف يستحقرون غيرهم من الأمم، ويرونهم عبيدًا خلقوا لطاعتهم ومنفعتهم، وكيف جاء الإسلام فمحق الباطل، ووضح أن الناس كلهم سواسية، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ثم ينتقل بحديثه عن الغرب الفاجر الزاني الذي يحاول السيطرة على عقول شبابنا، وكيف أن الهواتف والإنترنت ما هي إلا وسائل للاستعباد، وأن الله خلق الغرب الفاجر ليصنعوا لنا تلك الآلات ورزقنا بالمال لنشتريها منهم، فنحن من نستعبدهم بأموالنا وهم مجرد آلات للإنتاج، ختم الله على قلوبهم، وكتب عليهم الكفر، ويجب أن نقتلهم إذا تمكن المسلمون، وتحدث عن المهدي المنتظر، وكيف سيأتي آخر الزمان فيقتل الروم الفجرة الكفرة عباد الأصنام، وكفى الله المؤمنين شر القتال.