عندما تعيش في بلدة صحراوية تشتاق كثيراً للمطر، وعندما تمطر السماء تخضر الأرض وترتوي وتُروى أيضاً قلوب البشر، فنراهم مبتسمين ويشعرون بالسعادة دون أي سبب سوى أن المطر ينهمر والكل سعيد به، نخرج من بيوتنا وقاعاتنا الدراسية لنتعرض للمطر وكأننا نعود أطفلاً يتوقون للعلب تحت المطر…

لا أعلم حقاً ماهو السر، ولكنني أعلم أن الأيام الممطرة في البلدان الصحراوية هي الأفضل على الأطلاق، لأننا نرى الروح الطفولية في كل من حولنا تتجلى بوضوح، وكأنها وجدت أخيراً طريقها للخروج، طريقاً لترى النور…

نركض تحت قطرات المطر ونتأمل السماء المليئة بالغيوم ولا نبالي ببرودة الجو، وننسى كل ما يشغل أذهاننا من مشاكل الدنيا وأحزانها وكأن قلوبنا كانت عطشى وقد سٌقيت بماء المطر…

في الأيام الممطره تندر الأحزان، وينتشر غاز السعادة في الأجواء، يشعرنا المطر بأن الحياة إن قست وجفت قلوبنا من قسوتها، فأنها ستعود لسابق عهدها وكما تزهر الأرض من بعد المطر تزهر قلوبنا كذلك، وتمتلئ كل تلك الفجوات التي أكتسبناها بين فصول الشتاْ من كل عام.