طالما كنت أرى منذ صغري أن الزواج والخصوصية لا يلتقيان، فلايمكن أن يكون بين الزوج والزوجة أي نوع من الخصوصية فهذا يتعارض مع فكرة الزواج من الأساس، فكيف لاتعرف الزوجة إلى أين يذهب زوجها وأين يقضي وقته ومع من، كيف لايستشيرها ويفضفض إليها وتكون مخبأ أسراره وهو أيضا كذلك بالنسبة إليها، كنت أري المودة والألفة تسود العلاقات الأسرية، كان هناك رابط يتوج العلاقات، كان كل طرف يدعم الآخر دون تردد، فلا يوجد للخصوصية مكان بين الزوجين.

لكن الآن الوضع لم يكن كما كان فهناك علاقات تنتهي لأن الزوج لا يحب أن يستجوبه أحد هكذا يرى سؤال زوجته له، والبعض الأخر يراه فضول والباقي يرى أنها تقتحم خصوصياته، وهناك الزوجة التي ترى سؤال زوجها لها تحكم ، وأخرى التى ترى أن سؤال زوجها لها عند خروجها أو ذهابها إلى أي مكان موضة قديمة فهو بذلك شخصية معقدة وقد تلجأ للمحاكم للتخلص منه، الكل أصبح ينكر حق الآخر وأنه بتلك العقلية لايواكب العصر.

لماذا أصبح الوضع هكذا، هل السبب التحرر الزائد في العلاقات، أم التربية الخاطئة ، أم المفاهيم الخاطئة حول الحرية والمساواة هي من خلقت هذا الجيل