أدركت ماهوالبلاك فريداي ومتى يقام وأغلب المعلومات حوله، حينما طلبت من إحدى صديقاتي في الخليج أن تحضر لي مجموعة من مستحضرات العناية بالبشرة، واندهشت كثيرا عندما علمت أن ثمن المجموعة أقل من نصف ثمنها الحقيقي، وعندها سألت صديقتي بكل استغراب لماذا؟ فقالت لي أنه البلاك فريداي وفيه تقدم المولات والتوكيلات التجارية عروض قد تصل بثمن المنتج لأقل من نصف ثمنه الأصلي.

أسرعت مهرولة بعد ماأغلقت المكالمة لأبحث وأبحث ومنذ ذلك الوقت وأنا أتابعه في كل عام، وأتصفح المواقع الإلكترونية وهي بالمناسبة كثيرة وتقدم عروض قد تكون مغرية جدا, وبعد فترة من الوقت ومن خلال متابعتي وجدت أن بعض المواقع تقوم بخداع المشتري بكتابة أسعار وهمية، ويكون ثمن القطعة في النهاية هو ثمنها الحقيقي, وينخدع المشتري قليل الخبرة في الخصم الكبير الذي حصل عليه.

أما في المحلات والتوكيلات التجارية فتجد اقبال غير عادي بالمرة، وقد تندهش بالفعل إن رأيته في الحقيقة تصادم وزحام للانتفاع بالعرض قبل إنتهائه، ويظل هذا المشهد يتصدر الأحداث طوال فترة البلاك فريداي.

في الحقيقة البلاك فريداي من وجهة نظري ماهو إلا فرصة للبائعين والمحلات التجارية لتحريك الراكد من بضاعتهم ويتخلصوا منها بثمن أقل بدل خسارتها ، والدليل على ذلك أن العرض يكون على بعض المنتجات وليس كلها، ولكن اعتبرها فرصة فقط للشراء من التوكيلات المختلفة للملابس والحقائب والأحذية ومستحضرات التجميل، لأنه في الطبيعي لايستطيع الأغلبية على دفع ثمنها الأصلي.

يتبادر إلى ذهني سؤال، هل يخسر التجار بالإشتراك في تقديم عروض البلاك فريداي؟ وأستطيع أن أقول أن لاوجود للخسارة أبدا، بل هى فترة رواج بدل الكساد الذي يواجهه السوق في بعض الفترات.

لكن لماذا لا نوظف هذه الظاهرة بمايناسبنا ؟ بمعنى هذه ظاهرة في العالم الغربي مرتبطة بشراء الهدايا لعيد رأس السنة، وقد اقتبسناها بكل تفاصيلها فلما لانطبقه بمعايير تتناسب مع احتياجتنا، لما لا يكون ميعادها في العالم العربي قبل عيد الفطر أو عيد الأضحى، وهنا ستستفيد شريحة كبيرة بالعروض وسيكون الأمر أفضل وخاصة أنها يطلق عليها في العالم العربي باسم الجمعة البيضاء .