منذ عدة شهور قرأت مقال عن شخص عربي سافر للغرب فترة من الزمن وتزوج هناك، ثم طلق زوجته لإنه لم يكن معجبًا كبيرًا بطريقتها في العيش وانفتاحها الزائد على الرجال والعلاقات كمان نعرف عن نساء الغرب، ولما عاد إلى وطنه العربي تزوج امرأة عربية وطلقها أيضًا، لسبب غريب جدًا وقال من أسبابه أن زوجته لا تتقبل أنوثتها ولا تمارسها... هي دائمًا تخاف من كونها أنثى... وتنكر أنوثتها في عقلها الباطن ولم يستطع أن يتعايش معها لإنها لا تولي لنفسها اهتمامًا كافيًا كأنثى ولا تغذي شعورها الداخلي بأنوثتها، كما كانت تفعل زوجته الأجنبية...

قيل في المقال على لسانه أنه يرى فتيات العرب خائفات كثيرًا من ضعف الأنوثة ورقتها، وأنهن مظلومات كثيرًا لإنه لا أهل يغذون ويحترمون أنوثة فتياتهن، ولا زوج يعرف ماذا يعني أن يعامل أنثى ويتعامل معها، كلا الجنسين لا يعرف كيف يتعامل مع الآخر واحتياجاته، وبقينا في بوتقة الأسر التعيسة والطلاق الصامت والبيوت القائمة لخوف الأنثى من الطلاق...

في الحقيقة لو جئنا للمارسات المرأة العربية ستجدها تنكر ذاتها كثيرًا، نسبة اهتمام المرأة العربية بقوامها بعد الزواج ضئيلة جدًا مقارنة بالمرأة الغربية، ناهيك عن اهتمامها بنفسها في المقام الأول، الحياة طاحنة كثيرًا في المجتمع العربي، ما أن تنجب المرأة فتبدأ بالاهتمام بأطفالها وتحرم زوجها منها، وتبدأ بالتهام بواقي الطعام، واللباس القديم يكون من نصيبها، من أجل توفير المال أو لسبب آخر وهو أنها كونها أم أهم من كونها أنثى، في الحقيقة لا أرى هذا صحيحًا، من لا ترى أنوثتها لا تعرف كيف تكون الأمومة على حق، وإلا لما أسندت الأمومة للمرأة وبحكم الطبيعة المحافظة أيضًا بعض الاهتمام بالنفس يعتبر عيبًا في المجتمعات المحافظة وينظر للمرأة أحيانًا أنها فاسقة أو خارجة على حدود الأدب حتى بين جلسات النسوة أنفسهن يستكثرن اهتمامهن بأنفسهن وينكرن على التي تهتم بنفسها، نحن بحاجة لتفوير عقلي جماعي، بالإضافة لهجوم الإعلام على مربية البيت وكأنها سبة ما فترى ربة المنزل تقلل من شأن امرها ذاتيًا دون أن تدري.. ولا تهتم إلا إذا كانت تعمل حتى تظهر أمام زملاءها بأفضل مظهر لكنها لا تهتم لأمرها أمام نفسها.. ما رأيك أنت؟