بادئ ذي بدء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ها قد بدأت بكتابة هذه الخاطرة أو التدوينة أو ما يحلو لكم تسميتها، بعد حوالي سنة من تفكيري بكتابتها ولا أدري لم الآن أكتبها –/(^_^)\– ما علينا.

سأحكي القصة من البداية، بدأ كل شيء عام 2011 في بداية دخولي للبكلوريا وما أدراكم ما البكلوريا (ألخصها في وصف أُستاذنا في تلك المرحلة: «البكلوريا هي دمج لعبارة: بكى لو رأى -حجم الكتب-») حيث كانت تسير الأمور كالمعتاد مع أيّ طالب في تلك الفترة دوام ودراسة وقليل قليل قليل من الخروج مع الصحبة للتنفيس عن النفس، حتى بدأت «الأحداث» (الأحداث: عبارة مُلَطَّفة لذوي القلوب الضعيفة أو مَشدودي الأعصاب، وتعتبر محايدة كيلا أتلقى سيلا من الشتائم من أي طرف كان) التي لم تغير شيئًا سوى أنَّها أضافت نوعًا من الأكشن والإثارة تارةً وعودةً للدراسة مرة أخرى والكتب تارة أخرى (اختباء وركض وهروب وامتحانات في ظل تبادل لإطلاق النار وغيرها :-! ).

واستمرَّ الحال حتى صدور نتائج البكلوريا، وهنا كان المصير في الاختيار ما بين الصيدلة وهندسة القوى اليكانيكية وحلَّت اللعنة عندما قررت -بعد استشارات- الالتحاق بكلية الصيدلة التي عانيت فيها من كثرة الامتحانات العملية والنظرية والمقابلات ختامًا باحتجاز الشهادة لحين اجتياز «الامتحان الوطني المعياري الموحد لكلية الصيدلة» ولله الحمد من قبل ومن بعد أنني اجتزته من أول محاولة لأستلم بذلك شهادتي بعد عدة شهور، وعملت في دمشق بصيدلية ولاحقا في محافظتي، لأسافر بعدها -مثلما أصدقائي- إلى وطني الثاني السودان الحبيب على قلبي، لأبدأ رحلة أخرى بدأتها في الجلوس في المنزل المُتشارك مع شباب سوريين آخرين أعيش حياةً تختصر في النوم نهارًا ولعب الشَّدة (تسميات أخرى: الكوتشينة، الورق) ليلًا حتى وجدت عملًا في مطعم (بسبب شدة الملل من البقاء في المنزل) لأنتقل حينها من الخرطوم لمدينة أُم دُرمان لأعمل في السندويش والبيتزا وأختمها في المُحاسبة إلى أن وجدت صيدلية لأترك المطعم وأعمل بها مع أُناسٍ مُحترمين لفترة ليست بالطولية ولا القصيرة.

سأنام الآن لأتابع لاحقًا الكتابة، وما هذه إلَّا البداية.